«وزارة الإعلام بوضعها الحالي وزارة مترهلة وضعيفة الأداء، لا تستطيع أن تقوم بدور فاعل وعمل مؤثر» خالد المالك عندما يأتي هذا التشخيص لوزارة الإعلام من «علاّمة إعلامية» مثل الأستاذ خالد المالك فهذا يعني أن وزارة الإعلام تعاني من إشكالية تكمن كما قال في العبارة السابقة في الترهل وضعف الأداء، وهو ما ترتب عليه غياب «الفاعلية والتأثير». فالإعلام؛ رؤية وغاية وصناعة وتسويق، تلك هي الأدوات التي تصنع قوة فاعلية وتأثير الإعلام. ومع التحول الفكري للإعلام الذي بدأ بالسماوات المفتوحة وسلطة المرئي وتحكمها في معايير الحقيقة والصدق وأشكالهما. أصبح دور الإعلام مركزيا ومهما لأي شعب بل وقوة موازية للفاعل السياسي. فهل الإعلام السعودي اليوم مؤهل كقوة تأثيرية تتوافق كفاية وكفاءة مع الرؤية النهضوية التي تقود اليوم البلد نحو المستقبل؟ وإجابة هذا السؤال جاءت على لسان الوزير المكلف الدكتور ماجد القصبي «الأداء في الإعلام غير مرضٍ تماما، ولا يواكب تطلعات المواطن ونهضة الوطن ومكتسباته.. ولابد لهذه المكتسبات من آلة إعلامية قوية وإبداعية». كل الأمنيات جميلة حتى تأتي كيف؟؟. في مقاله «رسالة إلى وزير الإعلام المكلف» تحدث خالد المالك عن واقع وزارة الإعلام وحاجتها إلى خطة إنقاذ، للتغلب على «معاناتها، بما يجعلها صوتا مسموعا ومقروءا ومشاهدا ومؤثرا لنقل رؤية 2030 بكل تفاصيلها المبهرة». والتموضع اللائق لن يتحقق إلا من خلال كما يقول: «الغوص في عمق أسباب عدم مواكبتها للتطور» وأوجه القصور في أدائها، «للوصول إلى المشكلة وأسبابها وعلاجها» وخاصة أن وزارة الإعلام تملك مقومات الفاعلية والتأثير من ميزانية كبيرة وموارد بشرية. إن ضعف الإعلام السعودي-بشهادة الوزير المكلف- يجعله غير مؤهل لتوثيق الحركة النهضوية التي تعيشها البلاد في ظل رؤية 2030 وما يستتبعها من مسارات تنموية، أو كما يقول المالك «نقل هذه التجربة الثرية إعلاميا ليحاكيها الآخرون». فكيف يمكن إعادة تأهيل فاعلية وتأثير الإعلام ليتوافق مع المسارات التنموية الداعمة لرؤية 2030؟ يقدم الدكتور ماجد القصبي «مثلث الإنقاذ»؛ «رؤية وصناعة وتسويق»، فالإعلام كما يُعرفه «صناعة وفن»، وأنا أضيف إلى مثلث الدكتور القصبي أربعة أمور هي: *إعادة ترتيب أولويات الموارد البشرية وفق معطيات الموهبة والمهارة والتدريب، فكفاءة الموارد البشرية فكرا وتنفيذا هي أساس نجاح أي رؤية وصناعة، ولذلك يجب ربط معيار التقدير بالإنجاز والإبداع، لتحقق التطوير والتجديد. *الحرية دائما هي من تصنع التغيير والتجديد؛ ولذا لابد من تطوير مفهوم الحرية وتوسيع معاييرها إذا أردنا أن نحاكي الإعلام العالمي وأن نجذب المتلقي السعودي أولا ثم العالمي، وأن لا يقتصر الأمر على «نبيذ في قوارير جديدة». *إن تطوير صناعة الإعلام يلزم الاستعانة «بمؤسسات استشارية» في هذا المجال من خارج الوزارة؛ لأن من يصنع المشكلة لا يستطيع حلّها، والاستعانة بالكفاءات العربية والدولية لإدارة مرافق الوزارة وتطبيقاتها التنفيذية. *وضع استراتيجية تسويقية متعددة المستويات تتم من خلال: عقد شراكة إعلامية مع قنوات عالمية معروفة بالمحايدة والموضوعية، إنشاء قناة باللغة الإنجليزية، توثق وتُسوّق لجوانب النهضة في المجتمع وتاريخه وفنونه وآثاره، إنتاج وثائقيات باللغتين الإنجليزية والفرنسية عن تاريخ المجتمع السعودي ونهضته المتتابعة والمسارات التنموية لرؤية 2030 تُهدى إلى القنوات العالمية، عقد شراكة إعلامية مع سفارات وقنصليات السعودية وفق برامج تسويقية عن السعودية ونهضتها وتاريخها. فالإعلام الناجح هو صناعة وفن التسويق. وكما قال الدكتور القصبي «فلايوجد عمل فاشل أو عمل سيئ، يوجد تسويق فاشل».