نجحت المملكة خلال مشاركتها في اجتماع اللجنة الحكومية الرابع عشر لاتفاقية صون التراث الثقافي غير المادي لمنظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، الذي عقد خلال الفترة من 8 - 14 ديسمبر بكولومبيا، في تسجيل عنصر النخلة مع 14 دولة عربية كسابع ملف ضمن القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي. ويأتي نجاح المملكة بعد تحقيقها عدة نجاحات في الاستحقاقات الثقافية الدولية مؤخراً، بدءً فوزها بمقعد في المجلس التنفيذي في منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو)، وفوزها بمقعد في لجنة التراث العالمي.. ويُعد تسجيل «النخلة» ثاني أكبر عنصر مشترك عربي مسجل على القائمة التمثيلية للتراث الثقافي غير المادي لدى (اليونسكو)، بعد الصقارة، وبذلك يضاف كسابع عنصر على القائمة التي نجحت المملكة في تسجيلها لدى منظمة اليونسكو، منها عناصر منفردة كالعرضة النجدية والقط العسيري وعناصر مشتركة كالصقارة، والقهوة والمجلس. وترتبط النخلة ارتباطاً وثيقاً بتراث المملكة وهويتها الوطنية، حيث تعتبر النخلة مع السيفين شعاراً لها.. فالنخلة تعد الشجرة الرئيسة في المملكة، وارتبطت (إضافة لمكانتها الغذائية) بالتراث الشعبي سواء في القصص والموروث التاريخي، أو في الاعتماد عليها في عدد من المهن والمنتجات التراثية واليدوية. ويقدر عدد النخيل في المملكة حالياً بأكثر من 28 مليون نخلة موزعة في مختلف المناطق على مساحة تتجاوز 1073كم2.. وفي تقرير لها عن تسجيل النخلة مع 14 ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي باليونسكو أكدت وكالة الأنباء الصينية أهمية النخلة في الموروث الثقافي في العالم العربي الذي تمتد الصحراء فيه على مساحات واسعة. وجاء في التقرير: «طالما كان التمر بأصنافه المتنوعة الغذاء الرئيس للبدو والتجار العرب عبر التاريخ. وشكلت أشجار النخيل الزخرف الأخضر الجميل على رقعة الصحراء الممتدة ودليل وجود المياه، ما دفع العرب إلى الربط بينها وبين الحياة والعمران.. إضافة إلى ذلك، فقد صنعت الكثير من أدوات المعيشة باستخدام جذع أو سعف النخيل كالأدوات الزراعية والأثاث المنزلي وحتى مواد البناء. وكانت هذه الصناعات في العصور القديمة من أهم الصناعات في العالم العربي، وكان يجني عمالها أعلى الأجور. وبفضل الاعتماد الكبير على أشجار النخيل وأجزائها سواء في الغذاء أو المعيشة، أصبحت عنصراً مهما لدى العرب وغدت جزءاً من تاريخهم الثقافي. وما عزز من مكانتها ورود ذكرها في القرآن الكريم، كما ارتبطت أشجار النخيل بأشكال التعبير الشفهي لدى العرب، ولطالما تغنوا بها وذكروها في أشعارهم أو أهازيجهم على مر العصور. وبذلك، أضحت النخلة رمزية جامعة للهوية العربية ومحاولة لصد طمس الهوية الوطنية والثقافية، وهذا ما زاد من الزخم لدى الدول العربية ال14، وهي الأردن والبحرين وتونس والجزائر والسعودية والسودان والعراق وعُمان وفلسطين والكويت وليبيا ومصر واليمن والإمارات العربية المتحدة للعمل على إدراج النخلة العربية على قائمة التراث الثقافي.