ستستضيف الصين، الباحثة عن المزيد من النفوذ الكروي، مونديال الأندية 2021 بنظام جديد يشارك فيه 24 فريقاً، بحسب ما أعلن أمس الخميس رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم «فيفا» جاني إنفانتينو متحدثاً عن «قرار تاريخي». وأُعلن القرار بعد الجمعية العمومية للاتحاد الدولي في شنغهاي، حيث اختار الأعضاء المدينة الآسيوية «بالإجماع» بحسب إنفانتينو. وتؤكد هذه الخطوة النمو المتزايد لكرة القدم في الصين الراغبة باستضافة كأس العالم للمنتخبات للمرة الأولى في تاريخها. وستقام النسخة التجريبية بين 17 يونيو و4 يوليو 2021، وتجمع بين 8 أندية أوروبية (في وقت أراد الاتحاد الأوروبي «ويفا» رفع العدد إلى 12) و6 أندية من أميركا الجنوبية. وتشارك كل من إفريقيا وآسيا والكونكاكاف بثلاثة فرق لكل منها، على أن تمثّل أوقيانيا بفريق وحيد. وقال إنفانتينو «هذا قرار تاريخي في كرة القدم. ستكون مسابقة يتطلع إليها كل شخص وطفل يحب كرة القدم». وأصبحت الصين، ثاني أكبر اقتصاد في العالم بعد الولاياتالمتحدة، صاحبة نفوذ متزايد في كرة القدم في عهد الرئيس شي جينبينغ المعروف بشغفه للعبة. وجعل شي وحكومته الشيوعية هذه الرياضة أولوية وطنية، وهدفه المعلن أن تستضيف الدولة العظمى البالغ عدد سكانها 1.4 مليار نسمة كأس العالم وتحرز لقبها. ولطالما برز في الأفق خيار استضافة نسخة 2030 من كأس العالم. وقال مارك دراير، وهو خبير في الصناعة الرياضية مقيم في الصين، إن البلاد أثبتت نجاحها في استضافة الأحداث الرياضية الكبرى، على غرار أولمبياد 2008، وتعتبر كأس العالم هدفاً نهائياً لها. لكن مؤسس موقع «تشاينا سبورتس انسايدر» أضاف «أقلق من وجهة نظر الصين فيما إذا كانت ملفات أخرى مرشحة (لنسخة 2030) ستستخدم هذا الأمر (استضافة مونديال الأندية) ضد الصين لتقول إن «فيفا» كافأ البلد على دعمه المالي لذا فلنمنح كأس العالم لدولة أخرى». وأشار رئيس الاتحاد الدولي في يونيو إلى أن البطولة بنظامها الجديد قد تحقق دخلاً تجارياًً بقيمة 50 مليون دولار أميركي، فيما شكك مراقبون بموثوقية هذه الأرقام. وكان إنفانتينو حذراً عندما سُئل عن سجل الصين في مجال حقوق الإنسان، وعن الرقابة الذاتية للقادمين إلى الصين بعد الأزمة الأخيرة مع رابطة دوري كرة السلة الأميركي للمحترفين على خلفية تغريدة لمدير عام نادي هيوستن روكتس داعمة للاحتجاجات في هونغ كونغ في مقاومة الهيمنة الصينية. وقال «يمكن للجميع أن يقولوا ما يريدون.. بقدر ما نشعر بالقلق، نحاول استخدام كرة القدم كعامل محفز إيحابي وليس سلبياً أبداً». معارضة أوروبية وكانت رابطة الأندية الأوروبية أكدت أنها لن تشارك في مونديال الأندية في حال رفع عدد المشاركين إلى 24 اعتباراً من عام 2021. وأكدت الرابطة التي تمثِّل 232 نادياً أوروبياً ويرأسها الإيطالي أندريا أنييلي، رئيس يوفنتوس في رسالة وجهتها لإنفانتينو «رفضها القاطع للمصادقة على توسيع كأس العالم للأندية». وكان مجلس «فيفا» قرَّر في مارس الماضي في ميامي توسيع البطولة لتشمل 24 فريقاً اعتباراً من عام 2021 بدلاً من سبعة في الصيغة الحالية لها، على أن تُقام كل أربع سنوات وليس كل عام كما هي الحال في الوقت الحالي. وتستضيف قطر مونديال الأندية المقبل بين 11 و21 ديسمبر، بعد أن منحها «فيفا» في يونيو الماضي حق استضافة نسختي 2019 و2020 بمشاركة سبعة أندية، تمهيداً لاستضافتها أول مونديال في الشرق الأوسط عام 2022. لكن النسختين المقبلتين ستكونان بمثابة اختبارات قيمة للفترة التي تسبق مونديال 2022، ولأن توقيتها يتوافق مع النسخة المقبلة لكأس العالم، ما يسمح للاختبار بظل ظروف مناخية مماثلة. وكانت الإمارات استضافت البطولة أعوام 2009 و2010 و2017 و2018 والمغرب في 2013 و2014، فيما استقبلتها اليابان بين 2005 و2008 وفي 2011 و2012 و2015 و2016. وأحرز ريال مدريد الإسباني لقب النسخ الثلاث الأخيرة بصفته بطلاً لأوروبا والأخيرة على حساب العين الإماراتي 4-1. هذا وسيضاعف «فيفا» تمويله لكرة القدم النسائية إلى مليار دولار خلال السنوات الأربع المقبلة. وقال إنفانتينو «قرر المجلس إضافة 500 مليون دولار بالإضافة إلى 500 مليون دولار مدرجة بالفعل في الميزانية».