رغم -ألمي وحزني- من تحول معظم مطاعم جدة العائلية تحديداً إلى (مقاهي شيشة) أولاً، تقدم الطعام كطلب جانبي، أعجبتني (مبادرة جديدة) لأحد المطاعم التي تم افتتاحها حديثاً وهو يضع (أكواماً) من التفاح الأخضر والأحمر على مدخله، لتُقدم (مجاناً) للزبائن والزائرين والعابرين، مُطلقاً مُبادرة توزيع التفاح في الأماكن العامة قريباً على أكبر قدر من الناس، اهتماماً بصحة الفرد والمجتمع، وانطلاقاً من مقولة (تفاحة كل يوم تغنيك عن زيارة الطبيب)، فما أحوجنا لمثل هذه المُبادرات لنشر ثقافة (أكل التفاح) كفاكهة، بدلاً من نفخ (التفاحتين) كنكهة! بداية العام الميلادي 2019 ألزمت هيئة الغذاء والدواء -مشكورة- المطاعم والمقاهي ومحلات الحلويات والآيسكريم بوضع ملصقات توضح السعرات الحرارية للمأكولات والمشروبات المقدمة، نسبة الالتزام المُعلنة بتطبيق القرار تجاوزت ال80 بالمائة، رغم -عدم اقتناعي شخصياً- بكيفية احتساب (السعرات الحرارية) للمكونات المُتغيرة ونسبها في بعض الأطباق والمشروبات لكل وجبة وطلب، إلاَّ أنَّني أحرص على وجود هذه المعايير المُعلنة والبحث عنها دائماً، والحقيقة أنَّ معظم المقاهي ومحلات بيع الحلويات تحديداً (تخفي) هذه السعرات، ولا تضعها بجانب الأسعار ليختار (الزبون) ما يريد بحسب السعرة الحرارية لا السعر والقيمة المادية، وقد سألت أكثر من محل حلويات وكانت الإجابة واحدة: وضع السعرات الحرارية (خراب بيوت) لو كتبناها وأعلنَّاها لن يشتري منَّا أحد، نحن نعتمد على الشكل والطعم، وما فهمته أنَّه يتم (غض النظر عنهم) بتفهم وضعهم خلال جولات التفتيش والرقابة التي تقوم بها البلديات وهيئة الغذاء والدواء، وهنا سؤال كبير: ما الفائدة إذاً من إلزام بعض هذه المطاعم والمقاهي وترك بعضها؟ وهل هناك استثناء لأحد؟ وهل تتم مُطابقة (السعرات الحرارية) المُعلنة مع حقيقة الوجبات اليومية التي يشتري منها الناس، أم يُكتفى بالوجبات النموذجية التي تقدم للكشف عليها في المرة الأولى لتحديد سعراتها الحرارية؟ هذه (أسئلة) من حقنا كمُستهلكين الحصول على إجابات عليها؟. إذا لم يكن لدى أصحاب المطاعم والمقاهي ومحلات الحلويات مُبادرة مجتمعية لتحسين صحة الناس وتثقيفهم على طريقة (توزيع التفاح مجاناً)، فأرجو على الأقل أن تلتزم بالإفصاح عن (السعرات الحرارية) الحقيقية للوجبات حتى لا تكون مثل من يقدم (الشيشة) لنفخ (التفاح) بدلاً من أكله! وعلى دروب الخير نلتقي.