عقد قادة ورؤساء وفود دول مجموعة العشرين جلسة عملهم الختامية لأعمال القمة. وقد ألقى صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز ولي العهد نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع رئيس وفد المملكة المشارك في أعمال القمة كلمة فيما يلي نصها: شكرًا، دولة رئيس الوزراء أصحاب الفخامة، السيدات والسادة. «نيابة عن خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، أشكر دولة رئيس وزراء اليابان، شينزو آبي، على حسن استضافته لنا في هذه المدينة الجميلة وأهنئه على إدارته الناجحة لقمتنا وعلى النتائج المتميزة التي حققتها. أشيد ببرنامج عمل المجموعة خلال الرئاسة اليابانية هذا العام وتركيزها على بناء مستقبل اقتصادي يتمحور حول الإنسان، ومواجهة التحديات الديموغرافية والتقنية، وستواصل المملكة دعمها للرئاسة اليابانية لتنفيذ برنامج العمل خلال بقية هذا العام. في ضوء ما يواجه عالمنا اليوم من تحديات متداخلة ومعقدة، فإن الحاجة أكثر إلحاحاً من أي وقت مضى لتعزيز التعاون والتنسيق الدوليين، وتعتمد فاعليتنا في تحقيق ذلك على قدرتنا لتعزيز التوافق الدولي من خلال ترسيخ مبدأ الحوار الموسع، والاستناد إلى النظام الدولي القائم على المبادئ والمصالح المشتركة. إن تعزيز الثقة في النظام التجاري المتعدِّد الأطراف يعتمد جوهرياً على إصلاح منظمة التجارة العالمية - تحت مظلتها. وكذلك من الضروري معالجة القضايا الضريبية للاقتصاد الرقمي، ونؤكد أهمية السعي والعمل معاً للوصول إلى حلول توافقية بشأنها عام 2020م لتفادي التدابير الحمائيّة. أصحاب الفخامة، أيها السيدات والسادة: ستتولى المملكة رئاسة مجموعة العشرين في ديسمبر من هذا العام، وهنا نؤكِّد عزمنا على مواصلة العمل لتحقيق التقدم المنشود في جدول أعمال المجموعة، وسنعمل مع كافة الدول الأعضاء، خاصة أعضاء الترويكا دولتي اليابان وإيطاليا، لمناقشة القضايا الملحة في القرن الواحد والعشرين، ولتعزيز الابتكار والحفاظ على الأرض ورفاه الإنسان. وإذ نشيد بالتقدم الذي تحقق في السنوات الماضية على الصعيد الاقتصادي، فإن علينا أن نسعى جاهدين للوصول إلى الشمولية والعدالة ولتحقيق أكبر قدر من الرخاء، ويظل تمكين المرأة والشباب محورين أساسيين لتحقيق النمو المستدام، وكذلك تشجيع رواد الأعمال والمنشآت الصغيرة والمتوسطة. ولضمان الاستدامة، فسيكون موضوع التغيّر المناخي، والسعي لإيجاد حلول عملية ومجدية لخفض الانبعاثات من جميع مصادرها والتكيّف مع آثارها، وضمان التوازن البيئي في العالم على أجندتنا تحت رئاسة المملكة للمجموعة. يعدّ توفير التمويل الكافي لتنفيذ أهداف التنمية المستدامة أحد أهم التحديات التي تواجه العالم، ونحن في أمس الحاجة إلى التعاون مع البلدان منخفضة الدخل في مجالات عديدة مثل الأمن الغذائي، والبنية التحتية، والوصول إلى مصادر الطاقة والمياه، والاستثمار في رأس المال البشري، وستحظى هذه القضايا باهتمامنا العام القادم. كما أن أمن واستدامة المياه وما يترتب عليها من تحديات بيئية وسياسية، هو أحد أهم المواضيع التي تواجه العالم بشكل عام ومنطقة الشرق الأوسط بشكل خاص، وسنعمل معكم لإيجاد سياسات توافقية ومجدية لهذه التحديات. أصحاب الفخامة، أيها السيدات والسادة: نحن نعيش في زمن الابتكارات العلمية والتقنية غير المسبوقة، وآفاق النمو غير المحدودة، ويمكن لهذه التقنيات الجديدة مثل الذكاء الاصطناعي وإنترنت الأشياء، في حال تم استخدامها على النحو الأمثل، أن تجلب للعالم فوائد ضخمة، وفي الوقت ذاته فقد ينتج عن هذه الابتكارات تحديات جديدة مثل تغيّر أنماط العمل والمهارات اللازمة للتأقلم مع مستقبل العمل وكذلك زيادة مخاطر الأمن السيبراني وتدفق المعلومات مما يستوجب علينا معالجة هذه التحديات في أقرب وقت لتفادي تحولها إلى أزمات اقتصادية واجتماعية. إن علينا جميعاً مسؤولية العمل معاً والتعاون مع شركائنا في العالم لخلق بيئة يزدهر فيها العلم وبما يعزِّز زيادة حجم وفاعلية الاستثمار في مهارات ووظائف المستقبل، وإنني متفائل أكثر من أي وقت مضى بعزيمتنا وبقدرتنا المشتركة على تحقيق ذلك. أصحاب الفخامة، السيدات والسادة: في الختام، نرحب بكم ونتطلع لاستضافتكم العام القادم في الرياض. والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته. بعد ذلك أعلن دولة رئيس الوزراء الياباني شينزو آبي اختتام أعمال القمة.