أقام مركز الملك سلمان لدراسات تاريخ الجزيرة العربية وحضارتها ورشة تدريبية لطلاب وطالبات الدراسات العليا بعنوان «مهارات في كتابة البحوث التاريخية»، قدمها أ. د. خالد بن عبد الكريم البكر، وذلك يوم الأربعاء الموافق 29/ 6/ 1440ه، بمعدل ثلاث ساعات تدريبية. وكنت أطالب الجامعة منذ فترة بعقد مثل هذه الدورة؛ وذلك لأهميتها لطلاب الدراسات العليا، وخصوصًا في مرحلة كتابة الرسائل. وطرحتُ الفكرة على القسم النسائي لمركز الملك سلمان ممثلاً بمنسقته أ. نايفة العتيبي، وحاجتنا إلى دورة عن مهارات الكتابة الأكاديمية، ويكون المدرب أ. د. خالد البكر. وأخذتْ أ. نايفة العتيبي الفكرة بعين الاعتبار كعادتها في استقبال مقترحات الطالبات، وحرص المركز لتقديم كل مفيد للطلاب والطالبات. وتمت الفكرة على أرض الواقع؛ فجزاهم الله عنا خير الجزاء. وشهدتْ الدورة إقبال العديد من طلاب وطالبات الدراسات العليا، ليس من جامعة الملك سعود فحسب، بل من مختلف الجامعات السعودية أيضًا. وكانت دورة ذات أهمية، ليس لطلاب الدراسات العليا فقط، بل حتى للباحثين والباحثات في التاريخ، بمختلف تخصصاته (التاريخ القديم - التاريخ الإسلامي - التاريخ الحديث والمعاصر). وركز أ. د. خالد البكر في هذه الدورة على سبعة محاور أساسية، هي كالآتي: 1- اختيار الموضوع - تحديد المشكلة - الأهداف - صياغة العنوان. 2- بناء المتن (المقارنة - التصنيف - الترتيب - التلخيص - الاقتباس). الحواشي: التوثيق والتعليق. 3- الربط (ربط المقدمة بالخاتمة - ربط الفصول ببعضها - ربط فقرات كل فصل ببعضها). 4- استدعاء الدراسات السابقة في البحث. 5- التحليل - الاستنتاج - التركيب - الاستيعاب - التنبؤ - التقويم - كشف الأخطاء - الاستنباط - الاستقراء - الاستدلال - التحرير - الصياغة الأسلوبية. 6- الملاحظة والتساؤل. 7- الخرائط - الصور - الأشكال التوضيحية - الملاحق. هذه المحاور والخطوط العريضة للدورة. وللاستزادة أكثر من المعلومات هناك وسم للدورة في موقع التواصل الاجتماعي تويتر ((#كتابة-البحوث-التاريخية)). الجدير بالذكر أن هذه الدورة تزامنت مع صدور كتاب للمدرب أ. د. خالد البكر بعنوان «مهارات في قراءة النصوص التاريخية» من إصدارات دارة الملك عبد العزيز، الذي حصلت عليه كنسخة إهداء في الدورة من الدكتورة موضي السرحان وكيلة قسم التاريخ في جامعة الملك سعود سابقًا. وكان هذا الإهداء من سعادتها لجميع الحاضرين في الدورة. وغير مستغرب على دكتورة موضي هذا الكرم والنبل. ويعرض هذا الكتاب عشر مهارات، ينبغي على من يتصدى لقراءة النصوص التاريخية أن يتحلى بها، من أبرزها القدرة على التحليل اللغوي، وتعرف رؤية النص، والتفريق بين المصادر الأصلية والثانوية في النص المدروس، والتمييز بين الخبر والرأي في النصوص التاريخية. كما يشدد الكتاب على مهارة اكتشاف التناقض لمؤرخ واحد في أكثر من نص، وما تؤدي إليه من خدمة للنص التاريخي. ويضاف إلى المهارات السابقة التي يلزم المطلع على النص التاريخي الاتصاف بها أن تكون لديه القدرة على استنباط الأسباب الحقيقية في النصوص التاريخية المدروسة، واكتشاف التزييف فيها، وتمييز ما ليس من النص الأصلي من إضافات النساخ أو غيرهم. ويقدم الكتاب - إلى جانب هذه المهارات - دراسات تطبيقية لعدد من النصوص المختارة من التاريخ الإسلامي. ختامًا: نشكر مركز الملك سلمان لدراسات تاريخ الجزيرة العربية ممثلاً بمديره أ. د. عبد الله السبيعي، وجميع العاملين في المركز؛ لإقامة مثل هذه المناشط العلمية. كما نشكر د. موضي السرحان على إهداءات كتاب «مهارات في قراءة النصوص التاريخية» لي وللمشاركين في الدورة. كذلك نشكر أ. نايفة العتيبي على جهودها الملموسة في القسم النسائي للمركز، سواء بقبولها المقترحات، أو تنظيمها الدورات، وتقديم كل ما يفيد لطالبات الدراسات العليا. وأخيرًا، كلمتي للأستاذ الدكتور/ خالد بن عبد الكريم البكر: للنجاح أناس يقدرون معناه، وللإبداع أناس يحصدونه؛ لذا نقدر جهودك المضنية لجميع طلاب وطالبات الدراسات العليا في قسم التاريخ بمختلف تخصصاته، ونقدر رحابة صدرك لكل استشارة واستفسار من الطلاب. كما نشكرك على ما قدمته لنا من معلومات قيمة وثرية في هذه الدورة، التي كانت من حصاد تجربتك وخبراتك طوال سنوات التدريس والبحث العلمي. فأنت أهلٌ للشكر والتقدير، ووجب علينا تقديرك. لك مني ومن جميع الطلاب والطالبات كل الثناء والتقدير، وجزاك الله عنا خير الجزاء أستاذنا الفاضل. ** **