بلدنا مقدم بعون الله وبهمة القيادة السعودية -أعزها الله- على مسارات إستراتيجية، واقتصادية كبيرة، ستجعل من السعودية قوة اقتصادية منافسة، فقد دشَّن سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان -حفظه الله- برنامج «تطوير الصناعة الوطنية، والخدمات اللوجستية»، والذي يهدف إلى تطوير قطاعات الصناعة، والتعدين والخدمات اللوجستية، والطاقة، وتحويل السعودية إلى قوة صناعية، واقتصادية عملاقة. إن برنامج تطوير الصناعة الوطنية والخدمات اللوجستية يعد برنامجًا تنمويًا عظيمًا، وأحد أهم وأكبر البرامج في الرؤية السعودية 2030م، وسوف يكون له تأثير إيجابي على نمو الاقتصاد السعودي غير النفطي، وسيُعزز من زيادة صادرات المملكة، ويُقلص من الواردات، ويساعد على جذب الاستثمارات الأجنبية. وبحلول عام 2030م سيسهم برنامج الصناعات الوطنية، والخدمات اللوجستية بقطاعاته الأربعة الصناعة والطاقة، والتعدين والخدمات اللوجستية في الناتج المحلي بمبلغ يزيد عن 1.5 تريليون ريال، ويجذب استثمارات بقيمة تزيد عن 1.6 تريليون ريال، وزيادة في الصادرات غير النفطية وسيوفر 1.6 مليون وظيفة للمواطنين. والبرنامج يتضمن 13 مشروعًا، وفيه الكثير من المبادرات، والتي تزيد عن 330 مبادرة صناعية. وهناك مشاريع جاهزة للتفاوض، وصفقات بقيمة 70 مليار ريال، و65 فرصة استثمارية بقيمة 80 مليار ريال، وسيتم تأسيس مناطق، ومدن اقتصادية، ومطارات عدة، وشبكة كبيرة من الطرق والسكك الحديدية، لدفع حركة الاستيراد والتصدير في المملكة. وقد اتجهت مدينة جازان الصناعية إلى الصين، فالشركات الصينية الكبيرة بدأت بتنفيذ مشروعاتها العملاقة في مدينة جازان بتكلفة 3.8 مليار دولار، على أن تبدأ المرحلة الأولى من الإنتاج في أغسطس 2020م، ويستهدف المشروع إنتاج 2.5 مليون طن من التريفثاليك النقي، 200 ألف طن من البلاستيك و200 ألف طن من ألياف البوليستر. فهذه المشاريع سيستفيد منها السوق السعودي والخليجي، وأسواق الشرق الأوسط، وشمال أفريقيا، وسوف تواكب التحول الاقتصادي 2020م، والرؤية السعودية 2030م، والتي يقودها سمو ولي العهد الأمين بكل اقتدار، وتهدف إلى عدم الاعتماد على النفط، وتحويل المملكة إلى قوة استثمارية واقتصادية عالمية. وشركة أرامكو تدعم الرؤية السعودية 2030م، وجميع برامج التحول، والتنوّع الاقتصادي 2020م بكل قوة، حيث دشّن خادم الحرمين الشريفين، الملك سلمان -حفظه الله- منظومة مشاريع مدينة وعد الشمال الصناعية، والتي أضافت إستراتيجية عالمية جديدة لشركة أرامكو السعودية، وساهمت في دعم برامج التنوّع الاقتصادي للمملكة. كما أن برنامج تطوير الصناعة الوطنية، والخدمات اللوجستية يركز على توفير الدعم المالي وجذب الاستثمارات الأجنبية لتعزيز قطاعاته، واستكمال بنيته التحتية، وتوفير الأراضي الصناعية، وإطلاق المدن الاقتصادية، ودعمها بالموارد البشرية الوطنية، والتطبيقات الصناعية، والتقنية المتقدمة وزيادة مستوى السلامة. لذا يفترض أن تراجع مراحل الصناعات السابقة، والتي أهدرت فيها مئات المليارات وأخرت المملكة عن النهوض والتقدم.