افتتح صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن نايف بن عبدالعزيز أمير المنطقة الشرقية أمس مشروع تطوير وسط العوامية بمحافظة القطيف، الذي يعد من أهم المشاريع التنموية التي يتم تنفيذها في المحافظة. وكان في استقبال سموه لدى وصوله لمقر المشروع، معالي أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد الجبير، ومحافظ القطيف خالد بن عبدالعزيز الصفيان، وكبار المسؤولين من مدنيين وعسكريين، وأهالي المحافظة. ثم قام سموه، بقص الشريط إيذانًا بافتتاح مشروع تطوير وسط العوامية، بعدها تجول على أركان المشروع، مستمعًا لشرح موجز عن أبرز مقومات المشروع ومكوناته ومدة إنجازه. بعدها بدئ الحفل الخطابي المعد لهذه المناسبة، ثم ألقى معالي أمين المنطقة الشرقية المهندس كلمة عبر فيها عن سعادته بافتتاح سمو أمير المنطقة هذا الصرح الذي سيكون بإذن الله منارة من المنارات الثقافية ويلبي طموح أهل المنطقة ويوفر بيئة ترفيهية هادفة تستحضر عراقة الماضي وحلم المستقبل. وأشار الجبير إلى التطور الكبير الذي تشهده بلادنا في هذا العهد الميمون بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، وولي العهد الأمين -حفظهما الله-، اللذين وضعا في مقدمة أولوياتهما الاهتمام بتنمية وتطوير الإِنسان والحرص على توفير بيئة اقتصادية واجتماعية وثقافية صحية». وأكد أن هذا المشروع يعدّ جوهرة من جواهر فنون العمارة التراثية بمنطقة القطيف بأبراجه العالية والبيت التراثي وساحاته الفسيحة وأسواقه الشعبية وعدد من المعالم التي تعيد إلى الأذهان الكثير من الذكريات لسكان القطيف، والذي يضم في جوانبه المركز الثقافي الذي أضفي عليه لمسة عصرية، ومع ذلك فإن أهمية هذا المشروع لا تتوقف عند بعده المعماري والهندسي فحسب، بل تتجاوزه إلى ترسية مفهوم جديد من المشاركة الفاعلة للمواطنين في رسم ملامح التنمية، فقد شارك أهالي وأبناء محافظة القطيف في مراحل تصميم المشروع كما شاركوا بفاعلية في التنفيذ. ونوه معاليه بحرص سمو أمير الشرقية، ونائبه، على سرعة إنجاز هذا المشروع الذي كان له الدور المؤثر في إعطاء حافز أكبر ليكون هذا المشروع من أسرع المشاريع الهندسية من حيث مدة التصميم والتنفيذ، إِذ أشرف عليه فريق عالي الكفاءة من مهندسي الأمانة بالتعاون مع مهندسي الاستشاري وتحت رعاية وزارة الشؤون البلدية والقروية ممثلة في معالي الوزير، الذي كان لهم الدور الكبير في متابعة الإجراءات الإدارية والفنية التي ساعدت كثيرًا على تنفيذ المشروع في وقته المحدد، مثنيًا على الشركة المنفذة للمشروع لاستشعارهم بأهمية هذا المشروع وإنجازه في وقته المحدد، حيث بلغ عدد الأيدي العاملة بالمشروع أكثر من 1200 عامل، حيث تم إنجازه في نحو 8 أشهر وتحقيق أعلى معدلات السلامة والجودة. وبين معاليه، أن افتتاح مشروع وسط العوامية أحد المشاريع التنموية بالمنطقة ما هو إلا خطوة مهمة ستتبعها عدة خطوات بإذن الله لتحقيق التنمية الشاملة في محافظة القطيف ومدنها العريقة، لتبقى محافظة القطيف مركز إشعاع ثقافي وحضاري، ويبقى مجتمع القطيف كما كان وما زال دائمًا داعمًا لمسيرة التنمية والتطوير في المملكة، وتظل المنطقة الشرقية بقيادة أمير الشرقية سباقة في تحقيق رؤية 2030 وإن مشروع تطوير وسط العوامية لدلالة على ذلك. بعد ذلك، قام معاليه بتسليم أمير المنطقة الشرقية هدية تذكارية، بهذه المناسبة، كما تسلم سموه هدية مماثلة مقدمة من أهالي العوامية، وهدية تذكارية أخرى من مجموعة التراث بمحافظة القطيف. وفي ختام حفل التدشين، أعرب أمير المنطقة الشرقية عن سعادته بافتتاح مشروع تطوير وسط العوامية بعد عام كامل، وقال «لقد تحول الحلم إلى واقع بعد سنة كاملة وهذا المشروع يأتي بتوجيه من قبل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود حفظه الله، حيث تم تكوين فريق عمل متكامل للمشروع، من خلال تحويل منطقة عشوائية ومؤذية لأهل العوامية بشكل خاص، ومحافظة القطيف بشكل عام، التي كانت تمثل خطرًا بيئيًا ومنطقة غير قابلة للعيش وتولد فيها بؤر فاسدة، والآن ولله الحمد تم تحويلها لمنطقة حضارية تراثية تمتلك جميع المقومات». وأكد سموه، أن جميع ملاك العقارات تسلموا تعويضاتهم الكاملة عن عقاراتهم، مشيرا إلى أن محافظة القطيف قامت بتسلم أوراق جميع ملاك العقارات وبدورهم استلموا تعويضاتهم. وكشف سموه، أن خادم الحرمين الشريفين حفظه الله، وجه باستضافة ملاك العقارات وهو ما تم بالفعل، حيث تم استضافتهم طيلة فترة الصيف الماضي، لتبدأ بعدها أمانة المنطقة الشرقية بمرحلة البناء، حيث تشرفت قبل عام إلا ستة أيام بوضع حجر الأساس والآن أتشرف بافتتاح هذا المشروع الذي حافظ على المكونات الأساسية لمشروع تطوير وسط العوامية مثل: المساجد والعيون المائية والأبراج والتي بقيت كما هي. ووصف سموه مدة إنجاز المشروع ب«القياسية»، والمشروع سيكون الآن مصدر إشعاع لأهالي العوامية.