افتُتحت بطولة كأس آسيا 2019 في دولة الإمارات العربية المتحدة في 5 يناير من العام الجاري، وكنتُ حاضرًا مباراتَيْ المنتخب السعودي الماضيتَيْن أمام كل من كوريا الشمالية ولبنان، اللتين انتهتا بفوز المنتخب السعودي في كلتا المباراتين، وتسجيل عدد أهداف مميز (6 أهداف) من مباراتين، ودون أن تتلقى شباكه أي هدف، وتصدره مجموعته برصيد (6 نقاط)، وتأهله إلى الدور الثاني من البطولة الآسيوية بمستوى مميز، أبهر متابعي البطولة الآسيوية في دبي، وأداء رائع قدمه الصقور الخضر، من خلال رفع معنويات وسقف طموح عشاق ومشجعي المنتخب السعودي. من خلال حضوري في منصة الإعلاميين للبطولة الآسيوية بمعية زملائي الإعلاميين السعوديين لاحظنا تنظيمات صارمة جديدة من قِبل الاتحاد الآسيوي، لأول مرة يتم تطبيقها على البطولة الآسيوية، وتحديدًا فيما يخص حقوق البث (TV Rights)، من خلال وضع مسؤولين ومشرفين من الاتحاد الآسيوي. التعليمات الجديدة تفرض عدم التصوير من الإعلاميين أو التقاط الصور أو النشر عبر مواقع التواصل الاجتماعي؛ فالوضع أشبه بالحراسة الأمنية والبوليسية بملاحقة الإعلاميين في حالة رفع جهاز الجوال استعدادًا للتصوير، بل أحد العاملين في لجان الاتحاد الآسيوي أخبرني بسحب البطاقة الإعلامية لأحد الإعلاميين من شرق آسيا بسبب قيامه بتصوير فيديو عبر جواله (الموبايل) لمنتخب بلاده، وتهديده باستبعاده من البطولة الآسيوية. ربما جاءت هذه البطولة متزامنة مع قوة تأثير مواقع التواصل الاجتماعي (السوشيال ميديا) في نقل الأحداث الرياضية والتفاعل معها؛ إذ إن المنع من التصوير ليس مقصورًا على القنوات غير مالكة الحقوق لبث المباريات، بل امتد إلى الإعلاميين، سواء في منطقة منصة الإعلاميين داخل الملاعب، أو في منطقة المكس زون، أو في المؤتمرات الإعلامية قبل وبعد المباراة. من خلال وجهة نظري القانونية أعتقد أنه لا يمكن منع أي شخص من التصوير، ولا أراها مخالفة لانتهاك حقوق البث، ولا توجد نصوص قانونية في لوائح الاتحاد الآسيوي تمنع ذلك، بينما النشر على مواقع التواصل الاجتماعي هو بحد ذاته مخالفة وانتهاك لحقوق البث!! ولكن ربما تأثر الاتحاد الآسيوي من مطالبات قنوات مالكة الحقوق، وبالأخص مَن يملكها في منطقة غرب آسيا. نتمنى أن تنتهي سطوة واحتكار سيطرة وهيمنة القنوات القطرية المحتكرة للبطولات الآسيوية لمنطقة غرب آسيا (في منافسة غير مشروعة!!!) منذ أكثر من 10 سنوات، وامتلاكها الحقوق بعقد مشكوك فيه لمدة (7 سنوات)، ولها حق الأولوية في التجديد دون غيرها.. وللأسف، حرمان المشجع البسيط من مشاهدة مباريات منتخب بلاده في البطولة الآسيوية. وقد رأينا الموقف الرائع لملك الأردن في مشاهدة مباراة منتخب الأردن مع سوريا (المباراة الثانية للمنتخب الأردني) بمعية أحد العاملين الأردنيين، الذي لم يتمكن من مشاهدة المباراة الأولى للمنتخب الأردني إلا من خلف الزجاج لأحد المقاهي في الأردن.