(بصراحة).. أمر محير وغير مسبوق ما يحدث لفريق الاتحاد الأول لكرة القدم فنحن نؤمن أن كرة القدم فوز وخسارة وأن المستوى العام لأي فريق معرض للتميز والهبوط، ولكن أن تسجل فشلاً ذريعاً وغير مسبوق على مختلف الأصعدة بداية من مباراة السوبر مروراً ببطولة الشيخ زايد العربية والخروج منهما من الباب الضيق ليتواصل الفشل ويسجل كظاهرة غير معتادة في أي دوري مضى على الأقل في الثلاثين سنة الماضية، فلم يذق الاتحاد طعم الفوز على أي فريق بداية من المتصدر حتى من كان يشاركه تذيل جدول الترتيب في دوري كأس الأمير محمد بن سلمان. تصوروا 9 جولات وينفرد المونديالي بتذيل ترتيب جدول الدوري بنقطتين فقط في سابقة لم تكن متوقعة من قريب أو بعيد، والغريب أن الفريق يعج بلاعبين محليين دوليين ومحترفين على مستوى عالي حتى لو لم يكونوا الأميز أو الأفضل بين محترفي الدوري، ولكن الخبرة موجودة والتعامل وكيفية تسيير المباريات وسلاستها يدركونه ويستطيعون عمله عطفا على ما يملكه كل لاعب من إمكانيات كبيرة وسنوات طويلة في الملاعب، وكان الأمر حقيقةً أشبه باللغز المحير دون تمكن أي إنسان من تحليل أو الوصول للحقيقة حتى انتهت الجولة التاسعة وخسر الفريق الاتحادي كالعادة كامل نقاط اللقاء أمام الفيحاء، ليصدع بما كان غير متوقع أو معروف عندما أكد حارس الفريق الأول فواز القرني في تصريح تلفزيوني بعد الخسارة «أن هناك أشياء لابد أن يعرفها الجمهور لكن ليس الوقت المناسب لقولها»، واصفا ما يحدث للفريق بأنه «لعنة» وهنا يجب التوقف كثيراً وأخذ تصريح الحارس الأول للفريق بعناية فوصفه بأن ما يحدث للفريق بأنه (لعنة) فهذه الكلمة ليست ببسيطة لا بمعناها ولا بمفعولها ولا بالشعور والإحساس منها إضافةً إلى تركيزه على أن هناك أشياء لابد أن يعرفها الجمهور ولكن حدد أنه ليس الوقت المناسب لذكرها وهنا نقف لندرك ونتأكد أن هناك أمور خارج المستطيل الأخضر ورغم أنه من الصعب جداً التأويل والظن لمن هم بعيدين عن المشهد الاتحادي والبيت المونديالي، ولكن بعد هذا الوصف لأحد أعمدة الفريق أن ما يحدث للفريق من إخفاق متواصل ب(اللعنة) يكون اللاعبون والأجهزة الفنية والإدارية بريئين مما يحدث وعلى أهل البيت الاتحادي البحث عن أسباب ما وصلوا إليه من خلال ما صرح به الحارس فواز القرني وإذا ما كان بالفعل فعليهم مسئولية إنقاذ ما يمكن إنقاذه قبل فوات الأوان والتباكي على كوب اللبن المسكوب. نقاط للتأمل - أتمنى ألا يكون ما يحدث لنادي الاتحاد العريق وتحديدا الفريق الأول لكرة القدم عقوبة إلهية نتيجة ظلم أشخاص خدمو الكيان من لاعبين أو مدربين أو إداريين، وقد لفت انتباهي ما ذكره لاعب نادي الاتحاد سابقا عدنان فلاتة بأن إدارة نادي الاتحاد قد أجبرتهم على التنازل عن حقوقهم ولم يتم تسليم إلا 70 % من مستحقاتهم حسب ما ذكره اللاعب، وإذا ما صحت الأخبار فإن حقوق ومستحقات العاملين مسئولية كبيرة أمام الخالق والخلق والله سبحانه يتحمل كل شيء من الإنسان إلا حقوق الغير فكل ما آمله أن تتمعن إدارة الاتحاد ومسئولوها عن المشكلة وخاصة ما ذكره الحارس فواز القرني وتصريحه الخطير الذي أدلى به بعد الخسارة من فريق الفيحاء في الجولة التاسعة من كأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين. - اعتماد مدرب المنتخب الأول بيتزي في آخر تشكيلة للمنتخب على الوجوه الشابة والتي نعلق عليها الآمال مستقبلا تعتبر خطوة جريئة ومميزة ولكن العودة لأسماء أدت ما عليها ولا اعتقد أن بقي لديها ما تقدمه أو تستطيع مجاراة الكوكبة الشابة في المنتخب أو اللاعبين المميزين في المنتخبات الأخرى وأعتقد استمرار حسين عبدالغني أمر غير إيجابي على المنتخب ومشاركته القوية في آسيا مطلع العام إذا ما استمرت التشكيلة الحالية والتي اعتقد وأتمنى أن يكون جميع المنضمين من الشباب والوجوه الواعدة. - وفقت إدارة نادي النصر بتدارك الأمر وإلغاء عقد مدرب الفريق الأول الجديد القديم كارينيو فقدمت له الشكر على مجهوداته وتفاعله وتحمله المسئولية، ورغم أن الخطوة قد تأخرت قليلا وتمت بعد الجولة الثامنة من كأس دوري الأمير محمد بن سلمان للمحترفين وبعد خسارة مباراة الذهاب عربيا إلا أنها قد حققت مطلبا مهما ولابد أن يتخذ ولو أنه تأخر قليلا ولكن كما قيل سابقا «العوض ولا القطيعة»، حيث إن الفريق لديه استحقاقات محلية وعربية وقارية فبالتوفيق للعالمي مع مدربه الجديد المنتظر. - «حتى إشعار آخر» هذه الكلمة كانت دائما ما تستخدم عندما تكون الأجواء غير صالحة للطيران ولم تصل التقنية والعلم إلى ما وصل إليه اليوم وتحديد حالة الطقس ووضوح الرؤيا فكان تأجيل الرحلات مفتوح حتى إشعار آخر ويعني حتى تصلح الأجواء وهذا علمه عند الله وحده ولكن أن يصدر من اتحاد أهم مسابقة رياضية ويشير إلى موعد إقامة ديربي عروس البحر الأحمر بين الأهلي والاتحاد بجملة حتى إشعار آخر فوالله لم يسبق أن شاهدت ولن أشاهد مثل هذا التخبط والغموض، فالروزنامة موجودة والمسابقات العربية والقارية معدة ومعتمدة منذ شهور وكل الأمور واضحة إلا لدى اتحاد الكرة لدينا ما زالت غامضة. - خاتمة: الحمد لله الذي أنعم علينا بغيثه العميم وسقانا من فضله وهو بنا رحيم نحمده سبحانه وتعالى حمد من سبقت لهم من الله البشرى ونشكره جل جلاله شكر من أكرمهم الله في الدنيا ورجوا رضوانه في الآخرة يا رب العالمين. وعلى الوعد والعهد معكم أحبتي عندما أتشرف بلقائكم كل يوم جمعة عبر جريدة الجميع «الجزيرة» ولكم محبتي وعلى الخير دائما نلتقي.