جدَّد رئيس الاتحاد الألماني لكرة القدم راينهارد غريندل الحرب الكلامية مع لاعب الوسط السابق في المنتخب الوطني مسعود أوزيل؛ وذلك على خلفية امتناعه عن لقاء المدرب يواكيم لوف هذا الأسبوع. وكانت تقارير صحفية ألمانية قد أفادت بامتناع أوزيل لاعب نادي أرسنال الإنجليزي عن لقاء لوف ومدير المنتخب أوليفر بيرهوف لدى زيارتهما مقر التدريب التابع لناديه في شمال لندن. وقال غريندل لشبكة «زد دي إف» الألمانية: «أعتقد أن الأمر ليس على ما يرام عندما يتم رفض (من قِبل أوزيل) كل محاولة للتواصل». وكشف رئيس الاتحاد أن مدرب المنتخب «حاول فعلاً» التواصل مع لاعب الوسط «بواسطة الهاتف، الرسائل النصية، والآن من خلال زيارة ملعب تدريب أرسنال»، وذلك منذ إعلان أوزيل (29 عامًا) في يوليو الماضي اعتزاله اللعب دوليًّا «على خلفية عنصرية وعدم الاحترام تجاهه في المانشافت»، واتهامه غريندل شخصيًّا بذلك. وقال رئيس الاتحاد الألماني في تصريحاته: «أود أن يكون هناك نقاش بعدما قام أحدهم بنشر انتقادات ذات أبعاد مهمة في بيان رسمي». وبحسب ما نشرت صحيفة «بيلد» الألمانية الأربعاء، حاول لوف وبيرهوف التحدث إلى أوزيل، لكنهما مُنعا من دخول ملعب تدريب أرسنال. وكانت الزيارة مرتبة مسبقًا؛ لذا قابل لوف وبيرهوف الحارس برند لينو والمدافع شكودران مصطفى في مقر زوار النادي، دون التحدث إلى أوزيل. وجاءت هذه المحاولة الفاشلة قبل عملية التصويت لاختيار الدولة المضيفة لكأس أوروبا 2024؛ إذ تفوقت ألمانيا على تركيا الخميس. ووُلد أوزيل في ألمانيا من أبوَيْن تركيَّيْن. واعتزل اللاعب الذي سجل 23 هدفًا و40 تمريرة حاسمة في 92 مباراة دولية مع ألمانيا اللعب دوليًّا في يوليو مشيرًا إلى «عنصرية» وقلة احترام حياله من قِبل الاتحاد الألماني؛ وذلك على خلفية الانتقادات التي طالته بسبب صورة جمعته مع زميله في المنتخب إلكاي غوندوغان، وهو أيضًا من أصول تركية، مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان. وما زاد من حدة الانتقادات حيال أوزيل الأداء الباهت الذي قدمه، كالعديد من لاعبي المنتخب، في مونديال 2018، وخروج المنتخب المتوج بلقب 2014 من الباب الضيق في الدور الأول لمونديال روسيا. وارتفعت حدة التوتر بين أوزيل وغريندل عندما قام الأول بمهاجمة الأخير في البيان الذي أعلن فيه الاعتزال دوليًّا. وقد ألحق الخلاف والنقاش السياسي الذي تلاه الضرر بسمعة ألمانيا لجهة وجود مجتمع متسامح. وقال أوزيل في بيانه متوجهًا في شكل مباشر إلى رئيس الاتحاد الألماني: «في نظر غريندل وأنصاره أنا ألماني عندما نفوز، لكني مهاجر عندما نخسر». واعترف غريندل بعدها بأنه ربما كان يتعين عليه إظهار احترام أكبر لأوزيل بقوله: «كان يمكن أن أكون واضحًا أكثر بكلامي. هذه الهجمات غير مقبولة إطلاقًا، أنا أسف لأنه (أوزيل) شعر بأنه لا يجد المساندة من الاتحاد الألماني». وختم: «على أي حال، سأكون سعيدًا إذا حاول التحدث إلى يواكيم لوف وأوليفر بيرهوف اللذين كانا قريبين جدًّا منه».