وجه معالي المستشار في الديوان الملكي الأستاذ سعود القحطاني انتقاداً حاداً للإعلام الرياضي، الذي قال إنه يتجاهل إنجازات الوطن الرياضية ولا يعيرها اهتماماً بقدر ما يفتح الباب للتعصب والإثارة، مشيراً إلى أنه من شروط تطور الرياضة في أي بلد وجود إعلام رياضي وطني يحرص على إبراز المنجزات الوطنية والمواهب الرياضية وينشر ثقافة الألعاب المختلفة. ما تحدث به معالي المستشار والخبير الإعلامي سعود القحطاني مؤكد، وتعاني منه الرياضة السعودية من أمد بعيد، فالإنجازات التي تحققت في الألعاب المختلفة سواء العالمية أو القارية لم يتطرق لها الإعلام الرياضي إلا ما ندر، وكأن هذه الإنجازات لا تعني للوطن شيئاً، فالهم الأكبر لدى شريحة معينة من الإعلام الرياضي هو «كرة القدم» وتحديداً ما يخص «الأندية» من أخبار وإثارة ومماحكة بين ضيوف البرامج الفضائية، وإن كنا في الصحافة الرياضية نعاني من عدد الصحفات وكثرة الأخبار الرياضية، فكيف نعذر من يمتلك برامج فضائية بعدد ساعات طويلة، لا حديث فيها سوى عن الإثارة والتعصب، وزيادة الاحتقان، ونبذ الآخر، ومحاولة إلغاء الطرف الثاني بأي وسيلة، ولم يعد يستغرب من تلك البرامج أي شيء! لقد وضع معالي المستشار يده على الجرح، وتحدث بالمنطق، وربما يكون هو أعلى مسؤول من خارج الرياضة يتحدث بهذه الشفافية والوضوح التام، آملاً أن يتغير الوضع على مستوى الإعلام الرياضي ليجاري منجزات الوطن التي يحق لنا أن نفخر بها، ونحتفي فيها، ونبرزها أمام العالم. إن ما قاله معالي المستشار سعود القحطاني من نقد لهو صحيح، ويحز في خاطر الإعلامي المهني والحقيقي، فكيف نتجاهل منجزات الوطن بهذه السهولة، والعتب هنا على كل وسيلة تستطيع إبراز المنجز ولم تفعل..! في عام 2010 وحينما حقق المنتخب السعودي لذوي الاحتياجات الخاصة بطولة كأس العالم، تحدثت حينها مع بعض اللاعبين لتغطية البطولة وأفراح منسوبي المنتخب، فكان هنالك عتب كبير من بعضهم على تجاهل الإعلام لهم، وعدم إنصافهم، أو إبراز ما حققوه، وقد كان لهذا الحديث أثر كبير على النفس، وفي المقابل كان بيننا من يشكك في المنجز الوطني، ولم يجد من يردعه..! حديث معالي المستشار سعود القحطاني يجب أن يؤخذ في الاعتبار، فهو صدر من شخصية قيادية في الدولة، ويعلم خفايا الإعلام وأسراره، وكل ما نتمناه هو تغير المنظومة الإعلامية لما فيه مصلحة الوطن.