أعلن الاتحاد الانكليزي لكرة القدم الأربعاء أنه سيجري دراسة جدوى لبحث إمكانية التقدم بترشيح لاستضافة نهائيات كأس العالم 2030، بعد فشله في محاولتين سابقتين لاستضافة المونديال للمرة الثانية في تاريخ البلاد. من جهة أخرى، استبعد الاتحاد أن يكون مضيفا بديلا من قطر لمونديال 2022، في حال تم سحب تنظيم البطولة من الدولة الخليجية على خلفية الاتهامات بالفساد في عملية اختيارها، والتي تنفيها الدوحة باستمرار. وسبق لانكلترا أن استضافت كأس العالم مرة واحدة وذلك عام 1966، وأحرزت حينها لقبها العالمي الوحيد. وتقدمت بعد ذلك بترشيح لاستضافة مونديالي 2006 و2018، ففازت ألمانيا بتنظيم الأول، وروسيا بالثاني. وأكد رئيس مجلس إدارة الاتحاد غريغ كلارك أن «مجلس الاتحاد الانكليزي لكرة القدم وافق الشهر الماضي على إجراء دراسة جدوى حول إمكانية أن يكون مرشحا محتملا عن الاتحاد الأوروبي لكرة القدم +ويفا+ لاستضافة نهائيات كأس العالم 2030». أضاف «هذا العمل (الدراسة) سيتم خلال الموسم الجديد، ولن يتم اتخاذ قرار قبل (عام) 2019». وسبق للأرجنتين والأوروغواي والباراغواي أن أعلنت انها ستتقدم بترشيح مشترك لاستضافة مونديال 2030، والذي يصادف في الذكرى المئوية الأولى لأول كأس عالم، والتي استضافتها الأوروغواي عام 1930. وأعلن وزير الشباب والرياضة المغربي رشيد الطالبي العلمي في يونيو الماضي، أن المملكة ستترشح أيضا لاستضافة نهائيات 2030، وذلك بعد خسارتها السباق لاستضافة مونديال 2026 لصالح ترشيح مشترك تقدمت به الولاياتالمتحدة وكندا والمكسيك. وعلى رغم خروجها من الجولة الأولى للتصويت على استضافة مونديال 2018، لم تخف انكلترا رغبتها في المحاولة مجددا لاسيما بعد تعديل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) من نظام التصويت الذي باتت تشارك فيه حاليا الدول الأعضاء في الجمعية العمومية، بدلا من أعضاء اللجنة التنفيذية فقط، ما يوفر شفافية أكبر في عملية الاختيار. ويسعى الفيفا إلى توفير مداورة بين القارات في الاستضافة. وبعد الحصة الأوروبية (مونديال 2018 في روسيا)، ستكون نهائيات قطر 2022 من حصة آسيا، ومونديال 2026 من حصة أميركا الشمالية والوسطى. وسيكون السؤال المطروح بعد ذلك عما إذا كان الدور (مونديال 2030) لصالح أميركا الجنوبية التي استضافت المونديال للمرة الأخيرة في 2014 (البرازيل)، أو افريقيا التي استضافته مرة وحيدة (جنوب افريقيا 2010). إلا أن الترجيحات تميل حتى الآن إلى اعتبار الملف الثلاثي الأميركي الجنوبي المشترك، الأوفر حظا لنيل شرف استضافة مونديال 2030. - انكلترا ليست بديلا من قطر - ويأتي الإعلان الانكليزي بعد أيام من نشر صحيفة «صنداي تايمز» تقريرا تتحدث فيه عن قيام الدوحة ب «عمليات سوداء» لتقويض عروض المنافسين الذين كانوا يسعون لاستضافة مونديال 2022. وفي حين نفت قطر مجددا وجود أي عمليات فساد في اختيارها، دفعت هذه التقارير مسؤولين سابقين في الاتحاد الانكليزي، الى الحديث عن ان الفيفا يجب ان يعهد لبلادهم بتنظيم المونديال في حال سحبه من الدولة الخليجية. إلا أن كلارك شدد على أن الفيفا «اختار قطر لاستضافة مونديال2022، ولديه واجب التحقيق في أي مسائل تحيط بالعملية». أضاف «روسيا قامت بعمل مذهل في استضافة كأس العالم 2018، ونحن ندعم المداورة بين الاتحادات القارية. هذا يعني أن كأس العالم 2030 هي كأس العالم المقبلة التي يمكن لدولة أوروبية أن تستضيفها، وليس قبل ذلك (...) كل من يقترح خلاف ذلك يتصرف بطريقة تقلل من احترام لعبتنا العالمية ولا يتحدث باسم الاتحاد الانكليزي لكرة القدم». واستضافت انكلترا بطولة كروية كبرى للمرة الأخيرة عام 1996 (كأس أوروبا)، وهي تستعد في 2020 لاستضافة سبع مباريات على ملعب ويمبلي في لندن (بينها الدور نصف النهائي والمباراة النهائية) من كأس أوروبا التي ستقام في 12 مدينة موزعة على 12 بلدا في القارة العجوز.