اجهش لاعبو منتخب أوروجواي، الذي يتسم بعدم الاستسلام، بالبكاء عقب الخسارة في مباراة دور الثمانية لنهائيات كأس العالم لكرة القدم أمام فرنسا لكنهم غادروا ورؤوسهم مرفوعة عالياً عقب انضمامهم لكبار اللعبة في العالم. وعلى الرغم من قلة عدد سكانها البالغ 3.3 مليون نسمة، صعدت أوروجواي من دور المجموعات في آخر ثلاث نسخ وبلغت الدور قبل النهائي في عام 2010 ودور الثمانية هذه المرة. وفي روسيا، فازت أوروجواي بمبارياتها الثلاث بدور المجموعات بدون أن تتلقى شباكها أي هدف قبل أن تطيح بالبرتغال بقيادة كريستيانو رونالدو بفوزها عليها 2-1 في دور 16. وخسر الفريق 2-صفر أمام فرنسا أمس الأول الجمعة لكنه سيظل يتساءل دوماً عما كان سيحدث لو لم يكن أدينسون كافاني غائباً عن المباراة بسبب الإصابة. وأدى غياب كافاني، الذي سجل هدفين رائعين أمام البرتغال وتسبب في إبعاد المدافعين عن لويس سواريز زميله في الهجوم، لخلل في خطة لعب اوروجواي ومنح فرنسا فرصة خوض مباراة سهلة باستثناء تصدي الحارس هوجو لوريس لفرصة وحيدة بشكل رائع. وقال سواريز الذي بدا عليه الإحباط وهو يتحسر على خروج فريقه بعد فشله على نحو يثير الدهشة في لمس الكرة ولو لمرة واحدة داخل منطقة جزاء فرنسا «لم أسدد ولو لمرة واحدة». لكن الفريق غادر وسط هتافات مدوية «أوروجواي!» من قبل الجماهير الروسية إضافة لتحية جماهير أوروجواي ذاتها وأحضان من لاعبي فرنسا وعبارات إشادة من المدرب. وقال أوسكار تاباريز مدرب أوروجواي «سنواصل الحلم. ولن ينتهي الأمر عند هذا الحد. كأس العالم تأتي كل أربع سنوات» مؤكداً أن فريقه تفوق على مجموعة من الدول الكبرى في عالم اللعبة مثل ألمانيا والأرجنتين ببلوغ دور الثمانية. * لا يوجد سبب للوم وفي البلاد، شعر مواطنو أوروجواي بالحزن لكن بدا عليهم الفخر بفريقهم. وقال القائد السابق دييجو لوجانو «لا يوجد أي سبب يدعو للوم اللاعبين. أشكرهم ثانية لأنهم كانوا أبطالاً في كأس العالم وأدوا لشعور البلاد بالسعادة». وكان هناك الكثير من التعاطف من مواطني اوروجواي مع المدافع خوسيه خيمنيز الذي التقطته عدسات الكاميرات وهو يبكي قبل دقائق على النهاية بعد أن أدرك أنه من المتأخر للغاية قلب نتيجة اللقاء. ووصف أحد المعلقين البريطانيين المشهد بأنه «محرج» لكن سكان اوروجواي يرون أن هذا يمثل إثباتاً على مدى الشغف الذي وصل إليه الفريق ودفعه لتقديم ما يفوق قدراته منذ فوزه بأول لقب لكأس العالم عام 1930. وبمجرد أن تهدأ المشاعر، فإن أمام اوروجواي الكثير من العمل الجاد لتنشئة جيل جيد يمكنه المنافسة بالنظر إلى أن الدعائم الأساسية مثل القائد دييجو جودين والثنائي الهجومي المؤلف من كافاني وسواريز باتوا في مطلع الثلاثينيات من عمرهم.