بعد انتهاء مباراة المنتخب السعودي أمام المنتخب الروسي في افتتاح بطولة كأس العالم، وتعرض منتخبنا السعودي لهزيمة مخجلة وبنتيجة قاسية أمام عيون العالم ضجت القنوات الرياضية والبرامج الحوارية ومواقع التواصل الاجتماعي بتحليل تلك الهزيمة المخيبة وتفنيد النتيجة الكبيرة، وكالعادة ظهرت الفوضى التحليلية وغابت الواقعية في شرح المشاكل الفنية وتفصيل الأسباب الحقيقية لهزيمة منتخبنا، وهذا بكل أسف واقع بعض وسطنا الرياضي منذ سنوات طويلة في تقاذف المسؤولية والالتفاف على المشاكل الأساسية وتجاهل التركة الثقيلة من العشوائية الإدارية والفوضى الفنية والتخبطات في القرارات المفصلية في المنظومة الرياضية منذ سنوات التي تضررت منها الأندية السعودية والمنتخبات الوطنية وأثرت على مسيرة كرة القدم السعودية، والسبب ببساطة هو التعامل مع تلك الأخطاء السابقة بردود فعل سريعة وطرح الحلول الوقتية على الرغم من الانتكاسات والإخفاقات الماضية !!. وهذه الحقيقة التي يجب ان نعترف بها بأن ما حدث في مباراة منتخبنا أمام منتخب روسيا من أداء مخيب ونتيجة مخجلة ليس وليد اللحظة وإنما هو نتاج لأخطاء متراكمة ومتكررة قديمة حاول معالي رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للرياضة الأستاذ تركي آل الشيخ وقبل انطلاق النهائيات بفترة قصيرة تدارك ما يمكن تداركه وإنقاذ ما يمكن إنقاذه في تبني احتراف بعض اللاعبين في الأندية الإسبانية واتخاذ قرار إرسال بعض حراس المرمى السعوديين إلى ألمانيا للتدريب مع أسطورة الحراسة الألمانية اوليفركان ومساعدة بعض اللاعبين في الذهاب إلى معسكر تدريبي وتطويري في نادي مانشستر يونايتد لعل وعسى ان تعود فائدة تلك التدريبات والمعسكرات على مشاركة المنتخب في المونديال، ولكن للأسف خذل هؤلاء اللاعبون رئيس هيئة الرياضة وتسببوا في انتكاسة جديدة لكرة القدم السعودية أكدت وأثبتت ان بعض اللاعبين السعوديين مهما تدربوا ومهما تمرنوا في أكبر الأندية الأوروبية وفي أفضل الأكاديميات المتطورة إلا أنهم يعانون من قصور في الفكر والثقافة وفي القدرة على تحمل المسئولية لذلك أزعم بل أجزم ان الجميع يتفق مع توجه ووجهة نظر معالي الأستاذ تركي آل الشيخ في ضرورة تبني جيل جديد من اللاعبين يكونون على قدر المسئولية ويشرفون رياضة كرة القدم السعودية في المحافل الدولية!!. عموماً ولكيلا يكون اللاعب السعودي الحلقة الأضعف في هذه الانتكاسة وهذا الإخفاق لابد ان نذكر ونتذكر بأن ما حدث للمنتخب هو نتيجة توجهات وقرارات وأطروحات رسمية وإعلامية وجماهيرية قديمة وتحديداً منذ أن أصبح النادي أهم من المنتخب الوطني ومنذ أن صارت مصلحة اللاعب فوق سمعة المنتخب ومنذ بدأ إقحام التصنيف والتقسيم في المنتخب حسب الميول والألوان للأندية خاصة عندما أصبح يطرح في وسائل الإعلام وبكل بجاحة في حال إخفاق المنتخب يسمى «منتخب الهلال « وفي حالة الانتصار والتأهل يصبح منتخب الوطن ولمن أراد أن يكشف ويكتشف الواقع المؤسف السابق ويقارنه بالوضع الحالي عليه أن يعود إلى بداية إنجازات ومشاركات المنتخب في عام 1984 وما تلاها وكيف كانت تنسب الانتصارات للاعبي أندية محددة وتحسب الإخفاقات على لاعبي أندية معينة لذلك أقول للمنظرين اليوم هذه بضاعتكم رُدت إليكم!!.. محمد صلاح بكل تجرد حتى ندرك المشكلة والمعاناة التي تعيشها وتعاني منها الرياضة السعودية علينا ان نقارن بين اعتزاز وتفاخر جميع الرياضيين بل وكل المصريين باللاعب والنجم المصري محمد صلاح وما يقدمه ويحققه من مستويات وإنجازات في الدوري الانجليزي وبين كمية ومقدار التشكيك والتشويه من بعض الإعلام الرياضي والجمهور السعودي لدعوات وتغريدات الثناء والإعجاب التي قدمها وغرد بها الاتحاد الدولي لكرة القدم «الفيفا» وفي حسابه الرسمي في تويتر للاعب والنجم السعودي ورئيس نادي الحالي الهلالي الكابتن سامي الجابر وحينها سوف نعرف ونتعرف على أحد أسباب تراجع وتخلف الوسط الرياضي!! معايدة عيدكم مبارك وتقبل الله طاعاتكم وكل عام ووطننا وقيادتنا وجنودنا بخير وسلام وأمن وأمان واطمئنان.