من رأى اللاعب السابق وعضو مجلس إدارة نادي الوحدة (عبدالله خوقير) وهو يصرخ بأعلى صوته في برنامج الخيمة، يقول إن هناك ظلماً كبيراً قد وقع على الوحدة تسبب في معاقبته أو حرمانه من صعوده لدوري المحترفين السعودي لهذا الموسم. ولن يستوعب أنه يتحدث عن قضية حدثت قبل عقد كامل من الزمن! والحديث هنا عن انتقال اللاعب الدولي أسامة هوساوي من الوحدة إلى الهلال في عام 2008 . ما فعله خوقير في ذلك المقطع بالذات، هو جواز عبور لقلوب عشاق (ثقافة الضجيج) وإثبات صريح على قدرته على الانضمام لهذا السرب، بل والتفوق عليهم إن أتيحت له الفرصة كاملة. فقد استوفى عبد الله خوقير كل مستلزمات الانضمام: تحدث في موضوع يسيء للهلال، استحضر ذاك الشبح المرعب المسمى ب (نفوذ الهلال)، ادّعى المظلومية، تعمد ذكر الحادثة مغلوطة، قاطع وشوّش على من أراد توضيح تفاصيل الحادثة، أثار ضجة لا يمكن معها النقاش بشكل عقلاني ليضطر المذيع لإسكات الجميع والانتقال لمحور آخر خوفاً على مسامع المشاهدين. هذا بالضبط كل ما احتاجه (النجم الصاعد) في جوقة ثقافة الضجيج عبدالله خوقير ليضع لنفسه بصمة، ويلقى التشجيع والمؤازرة ممن يوافقونه فكرياً. فعلى الرغم من أن القضية قد أشبعت طرحاً ونقاشاً، فلا يضر أن يعاد ذكرها كلما تم روايتها بشكل مغلوط ومكذوب. (لاعب الوحدة أسامة هوساوي علم بعروض مقدمة له من أندية كالهلال والاتحاد، وحاول ناديه التجديد معه بلا فائدة، فقام رئيس الوحدة بوضعه على لائحة الانتقال منهياً كل تفاوض مباشر بين إدارته وأي إدارة نادٍ آخر. بعد ذلك اجتمع اللاعب ووكيله وممثلي الوحدة والاتحاد لمكتب رعاية الشباب في محاولة أخيرة (لفرض) واقع انتقال اللاعب للاتحاد، فتم رفض هذا الانتقال بناءً على الأنظمة واللوائح، وتحويل كل من أراد الحصول على خدمات اللاعب لتقديم عرضه عن طريق مظاريف مغلقة للاتحاد السعودي، فحصل الهلال صاحب العرض الأعلى على خدمات اللاعب). انتهى أين النفوذ والتجاوز وانتهاك القوانين؟ أين الأدلة على اتهام رئيس الاتحاد السعودي الأمير سلطان بن فهد ولجانه بمحاباة الهلال في هذه القضية بالذات، أو غيرها من أساطير النفوذ التي عشعشت في أذهان هذه النوعية من اللاعبين غير القادرين على النجومية خلال مسيرتهم الرياضية، فأصبحوا يبحثون عنها في الإعلام؟ قضية لها 10 سنوات تقريباً وصاحبها ما زال يظن أنه في زمن سواليف المجالس والمركاز التي لا يمكن إثباتها أو نفيها، ولا يدري أن التصاريح التلفزيونية موجودة، ونسخ الصحف موجودة، والتعاميم موجودة بالتاريخ والرقم. لا يلام خوقير، فهو لا يدري فعلاً هل كان هناك هواتف محمولة في المملكة قبل 10 سنوات أم لا، فكيف نلومه على ما هو أكثر تعقيداً من ذلك؟! أكثر ما أضحكني هو التصريح القاطع الشجاع من خوقير عندما قال: (أتحدى أن يحدث موضوع المظاريف في هذا الوقت)، بالطبع لن يحدث الآن يا عضو مجلس إدارة نادي الوحدة لأن المادة هذه وبكل بساطة قد ألغيت، فلماذا لا تصرخ مجدداً في الحلقة القادمة مستشهداً بمقطع فيديو لصالح النعيمة يعيد الكرة لحارس فريقه ويمسكها الحارس بيديه لتقول: (أتحدى أن يحدث هذا في الوقت الحاضر). ختاماً، نبارك لخوقير هذه النجومية في ميادين الإعلام، بعد أن عجز عن تحقيقها في ميادين كرة القدم.