«أخي الغالي الأمير نواف بن سعد.. قدمت الكثير خلال عملك بالمنتخبات السعودية، وأخيرًا في سبيل رفعة نادي الهلال، التي انعكست إيجابًا على رياضتنا السعودية. شكرًا لما قدمت، وسيبقى ما عملته محفوظًا في تاريخ رياضتنا. تحياتي لك، وتمنياتي لك بالتوفيق».. هذه الرسالة المختصرة المعبرة التي نشرها الأمير فيصل بن تركي، الرئيس الذهبي السابق لنادي النصر في حسابه الشخصي على تويتر، تكفي في مضامينها لتكون عنوانًا لمعرفة شخصية وحقيقة وقيمة وأهمية الأمير نواف بن سعد عند أحد أبرز منافسيه، فكيف بمنسوبي ومحبي وجماهير ناديه الهلال؟.. الأمير فيصل بن تركي المعروف بنبله وكرمه وطيبته بادر بتوجيه هذه الرسالة المنصفة لتاريخ وسيرة وإنجازات الأمير نواف؛ ليسجل موقف وفاء، افتقدناه، ونحتاج غليه لتثمين وتقدير وشكر المميزين. نعم، افتقدناه في سائر المجالات، لكنه في الرياضة أكثر وأقسى؛ لارتباطه بانطباعات ومواقف عاطفية وقتية، كما حدث مع الأمير فيصل نفسه رغم ما أنفقه وحققه وضحى به من وقت وجهد ومال لأجل الارتقاء بناديه النصر، وتحقيقه ثلاث بطولات غالية، غاب عنها ما يقارب العشرين عامًا.. شكرًا للأمير فيصل على بادرته الرائعة، وهنيئًا للأمير نواف بهذا الحب الكبير والصادق من المنافسين والمحايدين والمنصفين قبل الهلاليين، حب لم يأتِ من فراغ، ولا لمجرد صفته الاعتبارية، أو لكونه رئيسًا للهلال، بل اكتسبه من هدوئه ورقي أخلاقه وتعامله، وسمو شخصيته ونجاحاته.. نتمنى من الرؤساء الآخرين، وتحديدًا رئيس الهلال سامي الجابر، الاقتداء بالأمير نواف، والاستفادة من تجربته الثرية في طريقة الإدارة وأسلوب التعامل مع الهيئة واتحاد الكرة والأندية والإعلام والجماهير وأعضاء الشرف.. صح النوم! كنا نتوقع - أو هكذا يفترض - أن يحرص اتحاد الكرة في الفترة القصيرة التي تفصلنا عن مونديال روسيا 2018م على ضبط قراراته، وتنظيم أدائه؛ لتوفير الأجواء الصحية المحفزة لمنتخبنا في المرحلة الإعدادية القادمة، لكن الوقائع والأحداث أثبتت - للأسف الشديد - العكس؛ فرأينا قرارات غريبة تصدر من الاتحاد، وتصرفات مخجلة، وتجاوزات غير لائقة، لم يستطع ردعها والتعامل معها بقوة واستقلالية.. غير تخبطه في قراراته، كما في الاستثناء الشفهي الشهير للاعب الخليج، وعدم تطبيق لائحته في زيادة فرق دوري المحترفين ودوري محمد بن سلمان ودوري الدرجة الثانية، وفي تراجعه وتناقضه في منع مشاركة اللاعبين الدوليين في نهائي كأس الملك ثم السماح لهم، وتكليف الطاقم السعودي الدولي بقيادة المرداسي بمباراة الأهلي والهلال ثم تكليف طاقم أجنبي، وفي إيقاف لاعب الفتح ساندرو لمدة خمس ساعات بدءًا من منتصف الليل ثم تعليق العقوبة الساعة الخامسة فجرًا، وأخيرًا عدوله وإلغاؤه قرار عدم الصعود من الدرجة الثالثة إلى الثانية.. غير هذا كله فهو لا يشعرك بأنه مهتم بتحضير الأخضر للمونديال؛ إذ لم يعقد اجتماعًا واحدًا للجمعية العمومية، بل لا حس ولا خبر لأي اجتماع لمجلس إدارة الاتحاد نفسه، ولم يتحرك إعلاميًّا ولا جماهيريًّا، وقبل وأهم من ذلك فنيًّا.. ولولا اهتمام ومتابعة ومبادرات معالي رئيس الهيئة الأستاذ تركي آل الشيخ في هذا الجانب لخيل لنا أن المنتخب لم يتأهل لكأس العالم.. لقد بذلنا الكثير من الجهد والمال والتخطيط خلال ال12 سنة الماضية لتحقيق حلم التأهل للمونديال، وحينما تحقق رأينا اتحاد الكرة غير قادر على التعامل مع هذا المنجز بما يليق بقيمته وتأثيره العالمي على سمعة ومكانة المملكة، ليس فقط في مجال الكرة وإنما سياسيًّا وثقافيًّا وتنمويًّا؛ لذلك لا بد أن يسارع في تغيير أسلوبه، والبدء من الآن في تشكيل وتفريغ فريق عمل متكامل، مهمته ترتيب وتنظيم وبرمجة مسار الأخضر للأيام ال53 المتبقية الصعبة والحاسمة.