انتهى هدف وبقيت الأهداف السامية تتحدث عن نفسها على أرض الواقع العراقي، وتنقش حروفها على صفحات التاريخ بعد الزيارة التاريخية للمنتخب السعودي مدعوماً بوفد إعلامي خاص لمدينة البصرة واللعب على أرض ملعبها الدولي أمام المنتخب العراقي الشقيق في حضره 65 ألف متفرج، هتفوا بصوت واحد «دارك يا الأخضر.. وحيوا السعودي حيوه». كتبت الزيارة الرياضية التي جاءت بعد 40 عاماً من آخر وجود للأخضر في العراق رسالة قوية وواضحة وبدون تلميع أو إضافات مفادها أن الشعب السعودي تحت راية قيادته الحكيمة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز وولي عهده الأمين محمد بن سلمان بن عبد العزيز وبتنسيق وإعداد ناجح من الهيئة العامة للرياضة بقيادة ربانها الماهر تركي آل الشيخ يحمل دائماً الحب والسلام والدعم لجميع الشعوب، وهو الأثر الذي لمسناها «كوفد إعلامي» في وجه كل عراقي يقابلنا.. الجميع.. يرحب.. ويشكر.. ويثني على هذه الخطوة التي كانت بحق ليلة فرح لن تنساها العراق لتصبح وهي تنتظر بعد اكتمال لوحتها الكرنفالية أن يرفع الحظر الجزئي عن ملاعبها تمهيداً لرفع كلي قريب بإذن الله. العراقيون بمختلف مراكزهم أكدوا ل»الجزيرة» أن الدعم السعودي لملف رفع الحظر هو الأقوى والأكثر تأثيراً قياساً بالمكانة والثقل الذي تمثله السعودية على كافة الأصعدة. عبد الحسين عبطان وزير الشباب والرياضة أكد أن وجود المنتخب السعودي على أرض البصرة هي رسالة قوية ومكتملة المعنى بأن الوقت قد حان ليرفع الحظر عن ملاعب العراق. وأضاف: وجود المنتخب السعودي في ملعب البصرة تعدى كونه يلعب مباراة ودية، وجود الأخضر يمثل بعداً كبيراً هو أن «العراق بخير، وآمن، وجاهز لاستضافة الجميع على ملاعبه». ويضيف الوزير العراقي: الشعب العراقي يحب كرة القدم ويتنفسها، ومن الصعب أن تجد مساحة بدون لاعبين، الكل هنا يتنفس الكرة، كرة القدم هي أسهل لغة حضارية لتقارب الشعوب لذلك هي في المقدمة على كل الأصعدة وأعتقد أن السعودية بقرار معالي المستشار تركي آل الشيخ أن يلعب المنتخبان الشقيقان في العراق أكدت على قيمة هذه اللغة السهلة خصوصاً بدليل التغطيات والأصداء الواسعة التي رافقت الحدث. من جانبه قال عبد الخالق مسعود رئيس الاتحاد العراقي «شكراً للسعودية حكومة وشعباً، شكراً معالي المستشار تركي آل الشيخ، شكراً للمنتخب السعودي، أسعدتم العراق وأسعدتم ملاعبها التي اشتاقت لكم». ويضيف: لن ينسى العراقيون هذه المباراة وهذا الدعم في سبيل تحقيق مطالبهم برفع الحظر عن الملاعب العراقية، لقد وصلت الرسالة وحان الوقت لرياضة العراق بأن تتنفس باستضافة البطولات والمناسبات بدءاً من 16 مارس. محافظ البصرة: المباراة لم تنته محافظ البصرة أسعد العيداني وصف الحدث الكبير بالتاريخي، مؤكداً أن المنتخب السعودي لعب على أرض العراق وانتهت المباراة لكن الأثر لا يزال باقياً والمباراة لم تنته على ملعب الإعلام الذي سينقل ويتحدث عما رآه بكل صراحة، وتابع «العراق بتاريخه وحضارته جاهز ليستقبل الجميع على أرضه وفي ملاعبه، لا يوجد ما يعكر الصفو، كل الإمكانات متاحة والجميع شاهد ملعب البصرة وما تحدث به مدرج الملعب من أسلوب راقٍ في التنظيم والتشجيع». عدنان درجال يعود بعد 21 عاماً صاحب الحدث الكبير تواجد عمالقة الكرة العراقية في عصرها الذهبي، وخطف المدافع التاريخي والقائد لأسود الرافدين عدنان درجال الأنظار كونه عاد للعراق بعد 21 عاماً قضاها في الغربة. عدنان قال عن المناسبة: «يصعب على أي شخص أن يصف مشاعره وهو يرى حلماً على أرض الواقع تحقق، وجود المنتخب السعودي باسمه ورقمه الصعب على أرض العراق وبملعب البصرة تحديداً هي رسالة تأكيد بأن ملاعب العراق أصبحت في قمة جاهزيتها لتعود الحياة الدولية عليها، لا استطيع وصف مشاعري فهذه الأحداث تتحدث عن نفسها واعتقد أن العراق سيجني ثماراً كثيرة من زيارة المنتخب السعودي، ولا نمتلك إلا الشكر للشعب السعودي على كافة مستوياته حكومة وشعباً وقيادة رياضية».