وتحلم بأن يغزل المطر أثوابها.. وتتوج بورد الياسمين.. وتتراقص من حولها الفراشات الناعمة..تحمل إليها الزغاريد.. وقيثارة الأساطير الخالدة.. تحلم أن تلوح بأجنحتها نحو الشمال.. حيث الحب والجمال.. تسكن الجزر النائية وتدير ظهرها لضباب العتمة القديمة.. والأغاني الشريدة في حقول الوهم.. والضلال.. تحلم بأن تسكب النور ضياء وفجراً جديداً.. وتغني مع الطير أغاني الفجر المتوجة برحيق النقاء.. والصفاء.. وتكتب على ورقة التوت قصيدة عشق لنهر عذب يطوق معصمها البلوري.. تحلم أن تنحني لها السنابل.. وتتغذى على ربيع قادم.. يزهر في منابعها.. ويفتح نوافذها نحو الأمل.. والطفولة البريئة.. تحلم أن تقف على مهرجان الليل.. كعازفة تتوحد مع موسيقاها.. فتنسى الوجع.. ووهن السنين.. وبعضاً من مساحيق العابرين.. تحلم وتحلم وتبقى أحلامها شريدة..!! .... الثانية: «شظايا متفرقة» 1 قرأ عليها آيات السكينة، فخيبات الحياة أصابتها بالتشظي.. والانكسار.. والخوف من القادم القريب.. والبعيد.. كرر الآيات.. فاستسلمت للنوم بين ذراعيه المليئة بفيوض الحنان.. ودخلت بوابة الأمان. 2 سلمته المفاتيح.. وغابت نحو جزر التيه والضياع..! 3 خبأته سراجاً في عتمة أيامها، فعاد بدون الضوء وزاد من أساها..! 4 أضاع بوصلته.. فتعثر في اتجاهاته.. وتخبط في سيره.. ونسي أن بوصلته تقبع في جيب معطفه وتحت نبضات قلبه..!! 5 تعبت في تتبع متاهات الصورة.. في صدى الصوت الغائب.. في ملاحقة الغيم البعيد.. والأغاني القديمة.. تعبت في قولها: لعل ولعل.. حتى باتت لعل يقين الغروب..