من أهم وأجمل المسابقات والبرامج الرياضية التي أقرتها ونفذتها هيئة الرياضة كان (ماراثون الرياض) الذي أقيم يوم أمس الأول السبت وشهد حضورًا لافتاً ومشاركة ثرية من نجوم العالم في هذا السباق، وذلك لأسباب عديدة أبرزها أنه حقق مفهوم (الرياضة للجميع) فأتاح فرصة المشاركة لكل شرائح المجتمع وفئاته السنية، كما نقل الجماهير ومكونات المجتمع من فكرة مشاهدة الرياضة إلى ممارستها، وهذا هو الهدف الأسمى للرياضة والمسؤولية الوطنية الكبرى لهيئة الرياضة والجهات والمؤسسات المعنية بها.. كثيرون أشادوا بمشاركة المتسابق السعودي خلف البلوي(79) عامًا، وأبهرهم أكثر بإكماله ووصوله إلى خط نهاية الماراثون(21) كم، ما دفع معالي رئيس الهيئة الأستاذ تركي آل الشيخ إلى تكريمه وتحفيزه بمكافأة قدرها 100 ألف ريال، ومشاركته هذه تحمل معاني عديدة عبر عنها بقوله أنه يمارس هذه الرياضة منذ سنوات لقيمتها الصحية والنفسية والمعنوية، وأنه شارك في الماراثون ليحفز الشباب على مزاولة رياضة المشي والتخلص من حالة الجمود والترهل وما ينتج عنها من أمراض ومشكلات صحية وبدنية مختلفة.. لقد مللنا ومل المجتمع من صخب الكرة خارج ملعبها في البرامج الرياضية ووسائل الإعلام والتواصل وحتى في المجالس، ما الذي استفاده المجتمع من هذا الضجيج غير الاحتقان والعداء والكراهية بين الجماهير، إضافة إلى تأثيره السلبي على مخرجات الكرة عمومًا، رغم ما ينفق عليها في الأندية من مئات الملايين على صفقات وعقود معظمها فاشلة وجرتها ورائها قضايا وعقوبات وسمعة سيئة في الاتحاد الدولي.. ماراثون الرياض خطوة مبهجة ورائعة من هيئة الرياضة نتمنى استمراره ونشره وتعميمه على سائر مناطق المملكة وفي مناسبات احتفالية موسمية في كل مدينة ومحافظة، كما يؤكد حاجتنا لرياضات وألعاب ترفيهية أخرى تفيد المجتمع وتوفر لأفراده أجواء إيجابية مشجعة للعطاء والبذل والإنتاجية.. لائحتكم تدينكم! أعلن اتحاد الكرة عن آلية زيادة فرق دوري المحترفين إلى 16 فريقًا، وللأسف جاءت مخالفة للفقرة السادسة من المادة 49 للائحة المسابقات والبطولات المعدلة والمعتمدة من الاتحاد نفسه الصيف الماضي، والتي تنص على: (في حال إقرار الجهة المنظمة أي زيادة في عدد الأندية في أي من الدرجات تكون الزيادة من أندية الدرجة الأدنى حسب ترتيب الفرق في الموسم السابق لتطبيق القرار) واستبدلها بأن يصعد مباشرة أول وثاني الدرجة الأولى لدوري المحترفين بينما يلعب صاحب المركز الثالث في الدرجة الأولى مع ال 14 بدوري المحترفين، والرابع مع ال 13 بنظام الذهاب والإياب لحسم المقعدين المتبقيين، ولم يكتف بذلك بل قرر زيادة فرق دوري الأمير محمد بن سلمان إلى 20 فريقًا ودوري الدرجة الثانية إلى 24 فريقًا اعتباراً من الموسم القادم، دون أن يوضح الآلية أو يطبق ما تنصه عليه اللائحة سواء بالصعود أو الهبوط من دوري الأولى إلى الثانية، ومن الثانية إلى الثالثة والعكس.. هنا الاتحاد يرتكب أخطاء جسيمة ليس فقط في عدم تطبيق لائحته، بل في إعلانه عن هذه القرارات المهمة والحساسة والمؤثرة على الدوري ومشوار الفرق وخططها وطموحاتها في جميع دوري الدرجات الأربع في عز منافساتها وفي توقيت مربك لا يمكن أن يصدر من اتحاد مستقل ومحترف، إذ من المفترض كما في إقرار أي نظام أن يتم الإعلان عنه في فترة كافية قبل تطبيقه من باب العدل وتكافؤ الفرص بين الجميع، وحتى لا يساء فهمه وتثار الشكوك حوله، كونه يحدد مصير ومستقبل فرق على حساب أخرى..! لم أجد أي تبرير منطقي مقنع يجعل اتحاد الكرة يعتمد هذه الآلية في قرار مفصلي حاسم كهذا، وكان في غنى عن توريط نفسه في مخالفة صريحه تدينه وتسيء له وهو الذي يعاقب ويحاسب الأندية التابعة له في حالة إخلالها بأنظمته وتعليماته..