بدأ مركز الملك سلمان الدولي للسلام بالعاصمة الماليزية كوالامبور بمباشرة أعماله المتعلقة بمكافحة الإرهاب والتطرف، من خلال جهود ومساعي تعزيز الاعتدال والسلام. وكانت السعودية وماليزيا أعلنتا عن إنشاء مركز عالمي للسلام يكون مقره كوالالمبور باسم مركز الملك سلمان للسلام العالمي، وذلك بالتعاون بين كلٍ من مركز الحرب الفكرية في وزارة الدفاع السعودية ومركز الأمن والدفاع في وزارة الدفاع الماليزية وجامعة العلوم الإسلامية الماليزية ورابطة العالم الإسلامي، على أن تنسق هذه الجهات فيما بينها لإكمال الترتيبات اللازمة لتنفيذ انطلاقة المركز خلال 90 يوماً من تاريخ إعلانه، وهو ما تم.. من جانبه قال وزير الدفاع الماليزي هشام الدين حسين، إن إنشاء المركز بالتعاون مع المملكة العربية السعودية، هو جزء من جهود التعاون من جانب البلدين لمكافحة التطرف في المنطقة والعالم. وقال هشام الدين في مؤتمر صحفي في مقر وزارة الدفاع في كوالامبور، إن المركز سيباشر مهامه في مقر مؤقت بالعاصمة الماليزية لمدة عامين حتى يتم اختيار مقر دائم له. كما أكد أن المركز سيعمل عن كثب مع المركز العالمي لمكافحة التطرف «اعتدال»، الذي أطلق مؤخراً في الرياض بالمملكة العربية السعودية. وقال «إن عشر دول، من بينها ماليزيا والسعودية والولايات المتحدة، تشكل جزءاً من تشكيل المركز في الرياض، لذا فمن المهم للغاية تعزيز الجهود مع المركز العالمي بالرياض». وأضاف: «لقد تعلمنا على مر السنين أنّ مجرد القوانين والقوة العسكرية لن توقف التطرف والإرهاب. بل يتعين الاعتماد على القوة الناعمة، وتصحيح المفاهيم، والوصول إلى القلوب والعقول». وقال هشام الدين إن المركز سيترأسه سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، وسيشرف عليه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز ورئيس الوزراء الماليزي نجيب رزاق. وكان الأمين العام لرابطة العالم الإسلامي المشرف العام على مركز الحرب الفكرية الدكتور محمد العيسى ووزير الدفاع الماليزي هشام الدين عون، قد التقيا في كوالالمبور منتصف إبريل الماضي، وأشارا خلال الاجتماع إلى «التوافق حيال رؤية ورسالة وقيم وأهداف المركز على ضوء أهداف البلدين من إنشائه، وأن تقوم رابطة العالم الإسلامي بدعم المسار العلمي والفكري والبحثي للمركز مع دعمه بالكفاءات العلمية، لتضاف إلى الخبرة العسكرية في بُعدها الاستطلاعي والفكري». وأكدا أنّ «المركز سيختص بإرساء قيم السلام والتسامح وترسيخ مفهوم الوسطية والاعتدال، وتكوين وتعزيز الصورة الذهنية الإيجابية عن الإسلام، وإيضاح حقيقة الشبهات السلبية المثارة عليه، مع تعميق الوعي الديني لدى المسلمين، والتصدي لأيديلوجية التطرف والإرهاب، وأنّ المركز سيكون له نشاط عالمي لترسيخ مفاهيم السلام».