لا تزال أصداء جولة خادم الحرمين الشريفين الآسيوية تتردد في العديد من الأوساط الإعلامية الصينية والتي ما زالت تهتم برصد نتائج الجولة وإنجازاتها ليس فقط على صعيد العلاقات الثنائية بل لإسهاماتها في مجال تحقيق الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط والعالم. وقد أولت صحيفة ساوث تشاينا اهتماما خاصا بالجولة وما حققته من نتائج على مختلف المستويات، وذكرت أنه فضلا عن الإنجازات التي تحققت من زيارة الملك سلمان إلى الصين على صعيد تعزيز الشراكة والتعاون في مجالات الطاقة والتجارة والاستثمار فإنها أسهمت في تعميق العلاقات بين الطرفين في الميادين العسكرية والسياسية، وهو ما سيكون له آثاره الإيجابية، لافتة إلى أن زيارة الملك سلمان إلى دول شرق آسيا أسهمت في تفعيل رؤية المملكة 2030 وجذب الاستثمارات الأجنبية للمملكة من آسيا بصفة عامة والصين بصفة خاصة. وذكرت أن الحفاوة البالغة التي قوبل بها الملك سلمان في الصين وحجم الاتفاقيات التي تم توقيعها والتي تصل إلى نحو 65 مليار دولار تشير إلى مدى ثقة الطرفين في الفرص الهائلة التي يزخر بها مستقبل العلاقات الثنائية. ونوهت بأن زيارة الملك سلمان جاءت في أعقاب الزيارة المهمة التي قام بها الرئيس الصيني شي جينبج إلى المملكة أوائل عام 2016 والتي تم خلالها الاتفاق على رفع العلاقات بين الجانبين إلى مستوى الشراكة الاستراتجية الشاملة وبينت أن زيارة الرئيس الصيني إلى المملكة جاءت من منطلق إدراك الصين لأهمية السعودية ليس فقط في مجال أمن الطاقة ولكن لثقلها في العالمين العربي والإسلامي وهو ما يعزز من جهود الصين للقيام بدور أكبر على الساحة العالمية. وأوضحت الصحيفة أن الاشتراك في الرؤى والأهداف لدى الجانبين يعزز جهود توثيق العلاقات، حيث إن الصين هي أكبر مستورد للنفط السعودي في حين أن المملكة تهدف إلى تنويع مصادر الاقتصاد من خلال رؤية المملكة 2030 فضلا عن اهتمام الجانبين بتعزيز الأمن والاستقرار في منطقة الشرق الأوسط وهو ما يمثل أهمية خاصة لنجاح مبادرة الحزام والطريق الصينية التي تلعب المملكة دورا حيويا في إطارها. من جانب آخر، ذكرت الصحيفة أن الصين ستبني مصنعا لصناعة طائرات مقاتلة بدون طيار في السعودية. وأن هذا المصنع يعد من ثمار إعادة الهيكلة الاستراتيجية في العلاقات السعودية الصينية، مشيرة إلى أن شركة العلوم والتكنولوجيا الصينية المملوكة للدولة وقعت اتفاقا لإنشاء المصنع خلال زيارة الملك سلمان إلى بكين. ولفتت الصحيفة إلى أن المصنع الذي سيتم تشغيله من خلال شراكة مع مدينة الملك "عبد العزيز للعلوم والتقنية" هو الأول من نوعه في الشرق الأوسط، وأن المصنع سينتج طائرة دون طيار من نوع "كيهونغ أو رينبو 4"، وتشبه الطائرة الأمريكية "ريبر"، لكنها أقل سعرا.