عندما سُئل د. نبيل أحمد عن كيفية تنمية مشاعر الطيبة والتعاطف عند الطفل، اقترح د. نبيل الأساليب الآتية: 1 - أظهري لطفلك كيف يعامل أفراد الأسرة والآخرين برعاية واهتمام وأسلوب مهذب: من المهم أن يلمس الطفل مشاعر الحب والرعاية بين أبويه حتى لو اختلفا أحياناً. مثلاً إذا ذهب الأبوان لزيارة الجدود أو قريب مريض، يمكن أن يأخذا معهما طفلهما ليرى كيف يهتم أبواه بأفراد أسرتهما ويجب أن يتعلم الطفل الأدب بقول «لو سمحت» و»شكراً»، والطيبة بأن يشرك الأطفال الآخرين معه في اللعب بألعابه بدلاً من محاولة إغاظتهم، ومساعدة الآخرين بمساعدة صديق يحتاج إليه أو بمساعدة أحد الجيران في حمل بعض المشتريات، ... إلخ. يجب كذلك أن يعلم الأبوان طفلهما أن يعتذر عندما يخطئ. 2 - نمِّ في طفلك الشعور بالانتماء والمسؤولية: يمكن أيضاً أن يشجع الأبوان طفلهما على التبرع ببعض لعبه للأطفال المحتاجين أو للأيتام، أو أن يكون له دور في رعاية حيوان أليف، أو أن يعطى جزءاً من مصروفه لمن هم في حاجة إليه. من المهم أن يتعلم الطفل أيضاً أن يعامل الناس الذين يقدمون خدمات بسيطة ولكن مهمة للمجتمع بطريقة مهذبة ومتواضعة مثل سائق التاكسي، وجامع القمامة. عندما نشعر الطفل أنه «منتم» أو أنه «جزء من الكل» ليس فقط جزء من أسرته ولكن جزء من المجتمع، يمنحه ذلك شعوراً بالاستقرار والأمان، وعندما تأتي الفرصة للطفل بعد ذلك لمنح المساعدة وتحمّل المسؤولية داخل وخارج البيت، وقتها سيجنى مكافأته وهي شعوره بأهميته بالنسبة للآخرين. بمجرد أن يشعر الطفل بالرضا لاهتمامه بشخص وتحمله المسؤولية سيصبح أكثر حناناً وتعاطفاً وسينمي ذلك عنده مشاعر الطيبة والاهتمام بالآخرين. 3 - علمي طفلك أن يشعر بالنعم التي يتمتع بها: بحيث أن يشعر الطفل بالامتنان لما يتمتع به هو في الواقع أمر مهم للغاية، فسيعرف الطفل أن لديه من النعم ما قد لا يتمتع به أطفال آخرون. 4 - علمي طفلك كيف يعبّر عن مشاعره السلبية مثل الغضب أو الحزن: من المهم أن يظهر الأبوان للطفل كيف يعبِّر ليس فقط عن مشاعره الإيجابية ولكن أيضاً عن مشاعره السلبية. على سبيل المثال، يمكن للأبوين أن يعلما طفلهما كيفية التعبير عن الغضب دون صراخ، أو كيفية التعامل مع مشاعر الحزن بهدوء بدلاً من الإصابة بالإحباط. أولاً، من المهم أن يعرف الطفل أن المشاعر السلبية أمر طبيعي. مثلاً عندما يأتي الأب من عمله إلى البيت عصبياً أو متضايقاً ويصرخ في طفله، يجب أن يعتذر سريعاً لطفله مع الاعتراف بأنه قد أخطأ في ذلك، ويشرح له السبب وليس العذر وراء تصرفه. يمكنه أن يشرح له أن لديه مشاكل في عمله جعلته عصبياً. هذا سيعلم الطفل أنه يجب أن يتحكم في غضبه لكي لا يجرح شخصاً آخر، وإذا حدث وتصرف بعصبية فيجب أن يشرح السبب. يجب أن يوضح الأبوان للطفل أن الوقاحة مع الآخرين غير مقبولة، ويجب أن يشرحا لطفلهما أنه إذا تصرف طفل معه بوقاحة لا يجب أن يرد عليه بنفس الوقاحة، بل يجب أن يتجاهله وبذلك يشعره بأن سلوكه غير مقبول. 5 - اشرحي مشاعرك وأحاسيسك لطفلك: اشرحي لطفلك عندما تكونين سعيدة، حزينة، مجروحة، أو قلقة.» يمكنك أن تقولي له «أنا سعيدة» عندما يشرك الأطفال الآخرين معه فى لعبه، أو «أنا حزينة» عندما يسافر أحد أفراد الأسرة قد سافر، أو «أنا قلقة» عندما يكون أخوه مريضاً أو أخته مريضة. مع الوقت سيفهم الطفل معنى هذه المشاعر، وكيف تؤثِّر عليه وعلى من حوله وأنها مشاعر طبيعية تمر بكل الناس 6 - عاملي طفلك بنفس الاحترام الذي تتعاملي به الآخرين: عاملي طفلك بطريقة مهذبة واشرحي له ما تفعلين ولماذا. على سبيل المثال، إذا كسر طفلك الأصغر كوباً، لا تضربيه على يده وتتصرفي بعصبية، بدلاً من ذلك اشرحي له لماذا يعتبر ذلك تصرفاً غير سليم.» بهذه الطريقة أنت تهذبينه ولكن بالاحترام الذي يستحقه وهو نفس الاحترام الذي سيعامل به الآخرين فيما بعد.