تحت رعاية خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود -حفظه الله-، تنطلق مساء غدٍ الأربعاء فعاليات معرض الرياض الدولي للكتاب في دورته الحالية 2017م، تحت عنوان «الكتاب.. رؤية وتحول»، وذلك بمركز المعارض الدولية بالرياض. وتعدّ الرعاية الكريمة حلة حظي بها واعتاد أن يرتديها المعرض، انطلاقًا من الإيمان بأهمية دعم الحراك الثقافي والحضاري في بلادنا، ومن ذلك الاهتمام بالكتاب والاحتفاء بالكاتب وتكريم العلم والعلماء في مختلف مجالات المعرفة العصرية، الأمر الذي ضمن لهذا المحفل الثقافي النجاح، والمضي قدمًا حتى بات شاهدًا عربيًا ودوليًا، يجسد الصورة الثقافية المشرقة والمشهد الحضاري الذي أصبحت بلادنا تعيشه على خريطة الحراك الثقافي إقليميًا وعالميًا. وشكلّت مسيرة معرض الرياض الدولي للكتاب التي امتدت لأكثر من عقد من الزمان، علامة امتياز آمنت بها وزارة الثقافة والإعلام، لذا توجته في دورته الحالية بهوية جديدة وشعار جديد، يتواكب مع رؤية المملكة 2030، وخطتها المستقبلية الطموحة، المشتملة على استراتيجية لدعم الحراك الثقافي الوطني بجميع مكوناته، والارتقاء به بما يتواءم مع الإرث الثقافي والحضاري الكبير الذي تتملكه أرضنا الطيبة منذ عصور وأزمان مضت، وذلك من خلال هويته البصرية لهذا العام، التي تحمل رؤية المملكة 2030، المزمع أن تتطرز بها تصاميم الممرات والأجنحة والبوابات والشعار الرئيس للمعرض. ووجدت الوزارة في مسيرة نجاح المعرض المتواصل من دورة إلى أخرى، محفزًا كبيرًا ومقومات جمة تضمن تحقيق نجاح مطرد بمشيئة الله، وفرصة لتحقيق نقلة نوعية على جميع المستويات، لا سيما مع تميزه بالحضور الجماهيري والقوة الشرائية اللافتة، التي جعلته من أبرز معارض الكتاب العربي والدولي مما يعكس عديدًا من المؤشرات الإيجابية ويجعله محط أنظار القارئ، والناشر، والمؤلف، ودور النشر المحلية والخارجية على حد سواء. وتحل « مملكة ماليزيا» ضيف الشرف على معرض الرياض الدولي للكتاب لهذا العام، حيث يعد أحد أكبر المهرجانات الثقافية، ومنبرًا للحوار بين المفكرين والكتّاب والجمهور، وتعد الدولة الضيف أحد النمور الآسيوية المتقدمة في الاقتصاد على الخريطة العالمية. وتحرص وزارة الثقافة والإعلام على أن تخرج هذه التظاهرة الوطنية في حلة ثقافية متجددة، وذلك من خلال ما تجسده اهتمامات الوزارة في كل دورة من دورات المعرض على التطوير المتواصل لهذه المناسبة الثقافية الوطنية على عدة مستويات، حيث حظيت مراحلها الإعدادية باهتمام ومتابعة من معالي وزير الثقافة والإعلام، الأمر الذي تجسد فيما أعلنت عنه وكالة الوزارة من إضافات نوعية تواكب هذا المحفل الدولي، ومنها تسليم جائزة وزارة الثقافة والإعلام للمؤلف السعودي، التي تكرم من خلالها المؤلف والناشر والكتاب ماديًا ومعنويًا في حفل الافتتاح الذي من المنتظر أن يأتي مختلفًا ومتوافقًا مع التطوير الذي شهده المعرض هذا العام في جوانب شتى. وأوضح المشرف على وكالة الشؤون الثقافية بوزارة الثقافة والإعلام المشرف العام على معرض الرياض الدولي للكتاب 2017، الدكتور عبدالرحمن العاصم في المؤتمر الصحفي الذي عقده يوم السبت الماضي أن المعرض حرص في هذا العام على التطوير في جميع تفاصيله وبرامجه ضمن إطار رؤية المملكة 2030، فضلاً عن كونه يمثل حدثًا وطنيًا يتطلب العمل الجاد لإنجاحه، مزجيًا الشكر لجميع القطاعات المشاركة والفرق العاملة. وقال «إن المعرض هذا العام سيحظى بحضور لدور النشر الأجنبية، ما يؤكد أهمية ومكانة المعرض على خريطة المعارض الدولية، مع الأخذ في الاعتبار دعم الناشر السعودي، مشيرًا إلى أن المعرض هذا العام شهد زيادة إعداد دور النشر المشاركة، مع تقليل مشاركة الجهات والمؤسسات الحكومية، وأنه سيتم دراسة اقتصار المشاركة مستقبلاً على المؤسسات المهتمة بالثقافة. وبين أنه تم وضع خطط لتقييم دور النشر المشاركة عبر معايير محددة تتضمن الكتب المبيعة، ووجود البائع، وعدد زوار الدار، ليتم على ضوئها تحديد أداء الدار ومدى مشاركتها في الأعوام المقبلة. من جهته قال رئيس اللجنة الثقافية الدكتور صالح المحمود: «أعددنا برنامجًا ثقافيًا متكاملاً روعي فيه رؤية السعودية 2030، وأبرز فعالياتها (رؤية 2030 من وجهة نظر المواطن)، نافيًا وجود أي تدخلات في إعداد البرنامج الثقافي. وأكَّد أن زوار معرض الرياض الدولي للكتاب 2017، على موعد مع برنامج ثقافي يتضمن مجموعة من الندوات وورش العمل، التي تميزت هذا العام بتنوع موضوعاتها المطروحة، لتشمل مختلف الجوانب الثقافية، بهدف إثراء زوار المعرض المهتمين بها، لافتًا الانتباه إلى أنه روعي في البرنامج الثقافي هذا العام، قدرته على تثقيف الحضور، ورفع مخزونهم الثقافي، فيما يتعلق بالمستجدات والأدوات والآليات المبتكرة على مستوى التأليف والقراءة، وعرض تجارب وطنية في جوانب عديدة ذات علاقة بالثقافة وعلومها. بدوره أوضح نائب مدير المعرض للشؤون الإدارية الدكتور خالد أبو هتلة أن إدارة المعرض عمدت إلى تشكيل «18» لجنة، تعنى بمهام مختلفة ومتخصصة، إلا أنها مترابطة ومتكاملة بأسلوب مؤسسي، ستتوج أعمالها بالنجاح - بعون الله -، مشيرًا إلى أن لجنة الشؤون الإدارية عملت على هذا الحدث الثقافي منذ أربعة شهور. وكشف رئيس لجنة جائزة وزارة الثقافة والإعلام للكتاب، الدكتور عبدالمحسن بن سالم العقيلي، عن أسماء الفائزين بالجائزة للعام 2017، بعد اجتياز كتبهم مراحل الفرز والتحكيم واستيفائها الشروط والمعايير المقرة من قبل اللجنة، حيث فاز ثمانية مؤلفين بالجائزة في ستة أفرع من فروعها. وبين أنه في فرع الفكر والفلسفة، فاز المؤلف زكي الميلاد بالجائزة، عن كتابه «عصر النهضة: كيف انبثق؟ ولماذا أخفق؟» الصادر عن النادي الأدبي بالرياض والمركز الثقافي العربي، فيما فاز في فرع العلوم الصحية الدكتور خالد بن علي الربيعان عن كتاب «توارث السكري» الصادر عن دار جامعة الملك سعود للنشر، في حين حصل على الجائزة في فرع الرواية المؤلف جبير المليحان عن رواية «أبناء الأدهم» الصادرة عن دار جداول للنشر والترجمة والتوزيع، وفي فرع الشعر فاز الشاعر علي الدميني عن ديوانه «خرز الوقت» الصادر عن دار الانتشار العربي. وأما فرعا الجائزة للمسرح والدراسات الأدبية والنقدية ففاز بها اثنان في كل فرع، ففي فرع المسرح فاز مناصفة المؤلف صالح زمانان عن مسرحية «فزاعات نيئة»، الصادرة عن دار طوى للثقافة والنشر والإعلام، إلى جانب المؤلف عبدالعزيز الصقعبي عن مسرحية «القرية تخلع عباءتها» الصادرة عن نادي تبوك الأدبي ودار الانتشار العربي، في حين تقاسم جائزة فرع الدراسات الأدبية والنقدية المؤلف عبدالله بن سليم الرشيد عن دراسة «الحدقة والأفق.. دراسات في النثر تليدة وطريفة» الصادرة عن نادي مكة الأدبي ودار الانتشار العربي، والمؤلف فضل بن عمار العماري عن دراسة «إيقاع الشعر العربي في ضوء نظرية العياشي» الصادرة عن دار جامعة الملك سعود للنشر. وأفاد أن عدد الكتب التي تقدمت للجائزة هذا العام بلغت 103 كتب، اجتاز منها الفرز الأولي 14 كتابًا، جرى تحكيمها من قبل مجموعة من المحكمين، الذين بدورهم قدّموا للجنة الجائزة تقاريرهم المتضمنة تقييم المؤلفات، حتى تفرزها اللجنة ويختار الفائز بالجائزة. وتمنح الجائزة للفائزين في افتتاح معرض الرياض الدولي للكتاب يوم الأربعاء، إذ يحصل الكتاب الفائز عن كل فرع على 200 ألف ريال، منها 100 ألف ريال للمؤلف، و100 ألف ريال قيمة شراء الكتاب. يذكر أن معرض الرياض الدولي للكتاب الذي يقام خلال الفترة من 9 إلى 19 جمادى الآخرة 1438ه الموافق 8 إلى 18 مارس 2017م سيفتح أبوابه في مركز معارض الرياض الدولي شمال مدينة الرياض - طريق الملك عبدالله - من الساعة العاشرة صباحًا، وحتى الحادية عشرة مساءً، اعتبارًا من يوم الخميس الموافق 10 جمادى الآخرة الحالي إلى يوم السبت الموافق 19 جمادى الآخرة 1438 ه، فيما حُددت زيارة المدارس من 10 صباحًا إلى 12 ظهرًا، للطلاب أيام الأحد والثلاثاء والخميس، وللطالبات يومي الاثنين، والأربعاء.