قبل انطلاق دورة كأس الخليج التاسعة عشرة في سلطنة عمان الشقيقة عام 2009 دشّن الإعلامي القطري المميز خالد جاسم أولى حلقات برنامج الجماهيري (المجلس) من قلب السلطنة باستضافة رموز دورة الخليج على امتداد نسخها وهما الشيخ عيسى بن راشد آل خليفة الرئيس السابق للجنة الأولمبية البحرينية والشيخ أحمد الفهد الأحمد الصباح الرئيس السابق للجنة الأولمبية الكويتية رئيس اللجان الأولمبية الوطنية الدولية (انوك)، واتسمت تلك الحلقة بالعفوية والتلقائية ما أسهم في نجاحها، غير أن بساطة الشيخ عيسى بن راشد - متعه الله بالصحة والعافية - كانت علامة فارقة أجبرت فريق برنامج المجلس على تمديد وقت البرنامج حتى ساعات متأخرة من الليل، وفي محور حديثه عن ذكرياته في دورات الخليج مع الأمير الفقيد فيصل بن فهد بن عبد العزيز آل سعود والشيخ الشهيد فهد الأحمد الجابر الصباح - رحمهما الله - كان الشيخ عيسى حاضرًا بكثير من المواقف الجميلة والطريفة وما يحدث في المنصة من تنافس أخوي وتفاعل مع المباريات وقال: إنه الآن يفتقدهما وأن المنصة بعدهما باتت ساكنة هادئة على خلاف ما كانت عليه من حضور صاخب، معللاً ذلك بأن الشيخ أحمد الفهد في مقام ابنه ولا يستطيع أن يمازحه، كما كان يفعل والده الشهيد فهد الأحمد، كما أضاف الشيخ عيسى أن الأمير سلطان بن فهد (مؤدب زيادة عن اللزوم) على حدّ تعبيره فلا يتجرأ بالمزاح معه، كما كان يصنع شقيقه الفقيد فيصل بن فهد؛ في الحقيقة أن هذه الشهادة من الشيخ عيسى بن راشد تلخّص بكل بساطة طبيعة شخصية الأمير النبيل سلطان بن فهد بن عبد العزيز وجه السعد للكرة السعودية. تولّى الأمير سلطان بن فهد منصب نائب الرئيس العام لرعاية الشباب في بداية عقد التسعينيات الميلادية فكان خير معين ومؤازر، ومع مطلع الألفية الثانية تولى منصب الرئيس العام لرعاية الشباب بعد وفاة شقيقه الأمير فيصل - رحمه الله - وخلال تلك الفترة كنا شهودًا للتاريخ والانتصارات السعودية للمنتخبات والأندية تتوالى - بفضل الله - ثم بفضل الدعم غير المحدود والإدارة الحكيمة التي كان يَتمتع بها سلطان الرياضة. إن ما تعرض له سموه الكريم من حملة غير مسؤولة حيال دورٍ مزعوم في صفقة انتقال الكابتن ياسر القحطاني من نادي القادسية إلى نادي الهلال هو تجنٍّ على الحقيقة وعلى الواقع بدليل ظهور صاحب التصريح القضية الرئيس السابق للقادسية جاسم الياقوت في فيديو تعقيبي على لقائه الذي أجراه مع القناة الرياضية وتبرئته لساحة الأمير سلطان بن فهد من أي دور في موضوع انتقال القحطاني للهلال. إن كل متابع بسيط للشأن الرياضي يعلم أن الأمير سلطان بن فهد لم يكن أساسًا ليجد متسعًا من الوقت لكي يلعب أي دور كما صوّر ذلك بعض الإعلاميين وللأسف الشديد؛ فقد كان سموه مشغولاً حينها بالنسخة الأولى لدورة ألعاب التضامن الإسلامي التي أقيمت في المملكة عام 2005م واستضافتها مكةالمكرمة والمدينة المنورةوجدة والطائف، كما أن سموه في ذلك الوقت كان منهمكًا أيضاً في التحضير لتصفيات كأس العالم 2006م لتذليل كافة الصعوبات التي تواجه الجهاز الفني والإداري لمنتخبنا الوطني الأول لكرة القدم، إضافة إلى كمّ المسؤوليات المنوطة به كرئيس عام لرعاية الشباب مسؤول أمام ولي الأمر عن كثير من الملفات وأمام جميع تلك المسؤوليات تأتي مجموعة تافهة في البرامج الرياضية ووسائل التواصل الاجتماعي تتحدث عن دورٍ خفي لانتقال ياسر للهلال معتمدين على ضبابية حديث الياقوت التلفزيوني غير الموفق. لستُ أدري لماذا يتم التجنّي بهذه الطريقة الفجّة؟! مهما تباين الميول الرياضي واشتد وطيس الحماس للأندية، من العيب الوصول إلى مرحلة التشكيك في ذمة أي شخص كان فكيف بالرجل الأول في الرياضة حينها المشهود له بدماثة خلقه وحسن تدبيره ووقوفه على مسافة واحدة من جميع الأندية بشهادة الجميع. كما أن الشيء بالشيء يُذكر فإنني استغرب استحضار الإعلامي الكويتي جعفر محمد في معرض خلافه مع الإعلامي السعودي وليد الفراج لحادثة الاتصال الهاتفي الذي أجراه الأمير سلطان بن فهد بالإخوة الكابتن فيصل أبو ثنين والكابتن عبد الرحمن الرومي والكابتن جاسم الحربي في أعقاب خسارة منتخبنا الوطني الأول لكرة القدم لنهائي دورة الخليج التاسعة عشرة أمام المنتخب العماني بركلات الترجيح، ناسيا جعفر أو متناسيا أن الأمير سلطان بن فهد، بعد ذلك الاتصال بأسابيع استقبل في مكتبه أبو ثنين والرومي والحربي وحصل الاعتذار المتبادل بينهم، تلك طبيعة العلاقة التي تربط أبناء الشعب السعودي بالمسؤولين، علاقة الأخ بأخيه الكبير في إطار البيت الواحد لكن الأخ جعفر محمد على ما يبدو يجهل تلك العلاقة. إن الوفاء لكل من خدم الرياضة السعودية في أي موقع هو واجب تحتمه مسؤولية القلم والإعلام الرياضي رغم يقيني بأن الأمير سلطان بن فهد يرفض أن يُمدح على واجب عمله وأداه على أكمل وجه، كما أن سموه أسمى وأكبر وأنبل من كل ما أُلصق به كذبًا وزروًا وليس بحاجة حتى إلى الخروج في الإعلام لشرح موقفه لأننا كرياضيين نجزم بأن سموه كان يحمل همًّا واحدًا فقط وهو كيفية إسعاد الجمهور السعودي بانتصارات الكرة السعودية في كل محفل وبالتالي كان سموه ومازال وسيظل محل الثقة وحسن الظن لقاء ما قدمه للكرة السعودية والرياضة والشباب بصفة عامة. وختامًا ستبقى منجزات التأهل لمونديال 2002 في كوريا واليابان ومونديال 2006 في ألمانيا وكأس أمم آسيا 1996 في أبو ظبي ووصافة أمم آسيا 2000 و2007 وكأس العرب 1999 و2003 وكأس الخليج 1995 و2002 و2004 وذهبية التضامن الإسلامي 2005 شاهد عيان على حقيقة ساطعة بأن الأخضر يُبهر كلما رأى سلطان بن فهد يتابعه في المنصة وعلى دروب الوفاء والمحبة والخير دومًا نلتقي.