مع برودة الجو هذه الأيام، واختلاف الخبراء حول الوقت المتوقع لدخول فصل الشتاء - كما هي العادة السنوية - أعتقد أن هيئة الأرصاد استعجلت بتحذيرها من يطلقون على أنفسهم (خبراء الطقس)، وهم لا يملكون أي خبرات أو شهادات علمية، من الخروج على الناس والمبالغة في بعض الظواهر الجوية، دون الاستناد على معلومات تقدمها الهيئة حول حالة الجو. طبعاً أنا أتفق مع الجزء الأول من الكلام، وأتحفظ على تقديم الهيئة للمعلومات المطلوبة في الوقت المناسب، وبالشكل المناسب مع التطور التقني الذي نعيشه؟! أكثر من دولة عربية، بات فيها التنبؤ (بحالة الطقس) دون ترخيص (مُخالفة) يُعاقب عليها القانون، مع كثرة المُتطفلين على هذا التخصص، ممن يبحثون عن الشهرة، وبصراحة ربنا الجماعة في كل هذه الدول (لا ينلامون) خصوصاً بعد أن تم احتلال مكانهم في (نشرات الأحوال الجوية) من قبل (عارضات الأزياء)، ومن الجانب الآخر سحب البساط من تحت أقدامهم من قبل بعض (النشطاء) على وسائل التواصل الاجتماعي، أو في القنوات الفضائية، من خلال توقعات سريعة وتحليلات وقراءات متنوعة ومتعددة لحالة الطقس؟! أرجو ألا يكون تحذيرالمتحدث الرسمي لهيئة الأرصاد نتيجة الغيرة من شهرة هؤلاء الذين يقدمون أنفسهم (كخبراء ومحللي طقس)، وهو يقول لم نمنح أحداً أي ترخيص (كخبير طقس) مُراهناً على أن المعلومة الصحيحة حول تنبؤات الحالة الجوية تمتلكها الهيئة، والمراكز العالمية الأخرى، مُتناسياً أن امتلاك المعلومة (دون نشرها) أو التأخر في ذلك يُفقدها الأهمية، ويسمح للمعلومة الأخرى بالانتشار بشكل أوسع وأسرع، وهو ما يجب أن تستوعبه الهيئة خصوصاً وأننا في بداية (فصل الشتاء) الذي يكثر فيه تنبؤ وتوقع هؤلاء؟! أقترح على الهيئة أن تفعِّل مرجعيتها الوحيدة بمُشاركة المعلومة من خلال دعوة من يمتلك الشهادة العلمية والخبرة والقبول من هؤلاء النشطاء التقدم للحصول على (تراخيص مُعتمدة) من قبلها، لضبط خروجهم أولاً, والاستفادة من خبراتهم في التحليل وربط الظواهر ببعضها، وتجيير كل نشاط يقومون به لصالحها! بهذه الطريقة، سيصبح من لا يملك الترخيص يعمل (دون موثوقية) بدلاً من اتهام الجميع دون الترخيص لهم؟! وعلى دروب الخير نلتقي.