مضى أسبوع منذ وفاتك، وما زالت فجيعة الخبر تتردد في رأسي كأني أسمعها للمرة الأولى «ماما نورة توفت».. جملة كلماتها قليلة ولكنها ضخمة المعنى، وطاغية في الحزن. رحلتِ إلى ربٍ أرحم عليك مما كنا أو قد نكون، وكما كنتِ دائمًا تتمنين، رحلتِ إلى ربك في يوم فضيل، وفي ساعة فضيلة. كنتِ لنا ولوالدينا وجميع من يعرفك مدرسة، تعلمنا منك الكثير.. الاحترام والتقدير، الرحمة والعطاء، الحمد والعطف، وأهمها الصبر. واجهتِ الكثير من الألم والتعب والمرض، وكنتِ رغم كل ما مررتِ به ترحبين بحضورنا بابتسامة وسؤال عن أخبارنا ودعوة نابعة من قلبك الطاهر. راضون بقضاء الله وقدره، مؤمنون بحُكمه وحِكمته، وصابرون على مصيبتنا ولكن لفراقك حزن لا يُطاق. سنفتقد الوجه البشوش، والقلب المليء بالحب، واليد التي لم تكف عن العطاء يومًا. سنفتقد سؤالكِ اليومي عن أبنائك وبناتك وعنّا أحفادك وحفيداتك، سنفتقد صوت رنين الهاتف في أرجاء المنزل، وصوتك عندما تتفقدين أحوالنا. سنفتقد ترحيبك بنا عند دخولنا لمنزلك، سنفتقد تلك البسمة الدائمة، سنفتقد تقبيل رأسك وكفيك.. وسنفتقد رحمتك التي لم تقف عند أحد، وعطفك الذي لامس قلوب كل من صافح يمناك، وحنانك الدافئ. اللهم لا اعتراض على حكمك وقدرك ولك الحمد على كل حال.. اللهم أرحم من حن لها قلبي وهي تحت التراب وأنزل نورًا من نورك عليها ونوّر قبرها ووسع مدخلها وآنسها في وحشتها وغربتها. اللهم أجمعنا بها في جنة عرضها السماوات والأرض لا حزن فيها ولا فقد إنك على كل شيء قدير.