بعد مضي أكثر من ثلاثة شهور..فوجئت بورقتي تهرب وبحروفي تتلعثم.. وبقلمي يتهرب..حينما تزاد كتابات الألم والفراق- صديقي - الفقيد خلف (من حضورك الدائم.. وحتى رحيلك) هو وبكل بهاء ينثر عطره في ساحات الأمل والفرح والسفر.. والأجمل أنه يتعلم مع شدة الأيام بالصبر والاحتساب والتأمل. ذكرياتي فيها تعب مع رحيل الأهل والأحباب والأصدقاء فيمتزج صبري مع نقاء وذكريات الراحلين وتهدأ عني مشاعر الحنين.. صبرا وفقنا -الخالق عز وجل- له عند نزول مصائب الدنيا- ففي رحيلك أتنفس حزنا وينام صمتي مكسور المشاعر على فقدان أهلي وناسي وأصدقائي.. الدنيا دار ممر قد تمر الأيام والسنوات بطيئة بتواجد بعض الكدر فيها.. وقد ننال لحظات السعادة مع وفي تفاصيل ساعتها.. لكن السعيد وهو من يوفقه الخالق عز وجل لإتمام وإتقان الطاعات.. وينال محبة الناس.. والفقيد نراه من أهل الخير ومحبا للعمل الإنساني وقريبا للأهل من باب البر والخدمة لهم.. نال محبة واحترام الآخرين.. لا نزكيه على الله ولكن نحتسبه كذلك. كل حزني الذي جاء وصار يوم الجمعة.. وفي فترة العصر..ظللت أجمع المفردات وألملم الحروف الصادقة محاولا إظهار النبض الحزين.. والآهات والمشاعر الشفيفة لغرسها في الصفحات لعل حبر قلمي ينطق وينزف بعض الحب وكل الوفاء للفقيد الصديق أبا عاصم - رحمه الله تعالى- يا طول الأيام مع الحزن ويا طولها أكثر مع لوعات الفراق ولن ننساها ولن تفارقنا أبدا خاصة مع رحيل وموت الأصدقاء.. يالحظة الحنين.. هنا تئن الكلمة وقبلها قلوبنا.. من شدة الألم ووجع الفراق على رحيل صديقنا خلف الخوير.. إلى الرفيق الأعلى.. هنا للأسف لنا موعد أخر مع فلول نجم سطع في سمائنا.. هو في منزلة عالية وغالية في حياتنا.. ففي أول أيام رحلتنا مع الأيام وخلال السنوات الماضية هو بمثابة الزميل والأخ الوفي.. وعلى إغفاءة الزمن.. هناك صباحا مشرقا.. ويلحقه مساء حزينا.. يفتح في قلوبنا حسابات بكائية تتعبنا وترهقنا.. في خاطري.. وعلى عيوني دموع الفراق أيها الرفيق.. كنت قبل أسبوع من وفاتك تتوكأ على عصاك.. تتكلم معنا وكالعادة تدير دفة الحوار.. والنقاش حاملا معك روح الأمل والانطلاق مع / أثناء تفاصيل الأيام.. معا لنا موعد أسبوعيا كل يوم ثلاثاء من 22 سنة مضت.. ورحلت عنا ولم تحقق بعض الأحلام أتذكر دائما في لقائنا الأسبوعي يوم.. تقول وعبر رؤية جميلة لا يوجد في حياتنا مشاوير انكسار ففي الدنيا مسارات أمل لن تتوقف أبدا- فبعد توفيق الله- ومن ثم الأخذ بالأسباب.. لن نجد شابا أو شابة.. لم ينل طعم السعادة والنجاح.. هنا فلسفة الفقيد يذكرها لي بعض المرات. فيها الذكريات المؤثرة والمرح الدائم وكثير من الوفاء..صديقي خلف أيها الجميل كأن العمر لحظات وثواني.. {إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ}. حسبنا الله ونعم الوكيل.. أيها الصديق تركت أثرا محمودا فينا وهو حب الحياة بعد التوكل على الخالق إنها دعوة منك مفتوحة حينما يعرفك الآخرون.. إنك تعبر طريق الدنيا عبر هذه الرؤية الجميلة.. قال رسول الله صلّى الله عليه وسلّم: «إذا مات ابنُ آدمَ انقطع عملُه إلا من ثلاثٍ: صدقةٍ جاريةٍ، أو علمٍ يُنتفَعُ به، أو ولدٌ صالحٌ يدعو له»، فليس هناك من هدايا نقدّمها لمن أحببناهم وفارقونا في هذه الحياة سوى الدّعاء لهم وطلب الله سبحانه وتعالى أن يشملهم برحمته: «ربّنا ارحمنا وارحم المسلمين والمسلمات الأحياء منهم والأموات». ومن أجمل الدّعاء ما علمنا إيّاه رسولنا الكريم ومنه: اللهمّ أبدله داراً خيراً من داره وأهلاً خيراً من أهله وأدخله الجنّة وأعذه من عذاب القبر.. اللهمّ عامله بما أنت أهله ولا تعامله بما هو أهله.. اللهمّ اجزه عن الإحسان إحساناً وعن الإساءة عفواً وغفراناً.. اللهمّ إن كان محسناً فزد من حسناته، وإن كان مسيئاً فتجاوز عن سيّئاته. اللهمّ أدخله الجنّة من غير حساب، ولا سابقة عذاب. اللهمّ آنسه في وحدته وفي وحشته وفي غربته.. اللهمّ أنزله منزلاً مباركاً وأنت خير المنزلين.. اللهمّ أنزله منازل الصدّيقين والشّهداء والصّالحين. اللهم ارحم والدي ووالدتي وزوجتي وارحم جميع أموات المسلمين. رحمك الله وجعل الجنة مثواك.. في ذلك اليوم حضر إلى المقبرة جموع غفيرة.. للدعاء لك ووداعك الوداع الأخير.. اللهم ألهم ذويه الصبر والسلوان إلى جنات الخلد- بإذن الله -.