وقتنا الحالي يشهد تطورا سريعا وتغيرا ملحوظا بالسلوكيات الفردية وسلوك المؤسسات فأصبح هذا التغير يؤثر على عاداتنا في الإنفاق وأيضا كثير من أحداث حياتنا اليومية تتأثر بهذه المتغيرات السريعة, ولعبة البوكيمون ليست عنا ببعيد رغم أنها لا تعد سلوكا حياتيا إلا أن سرعة انتشارها وتداول أخبارها وأحداثها كان ملاحظ بشكل كبير وبسببها قفز سهم الشركة المنتجة لها ننتندو ب80% خلال شهر يوليو فقط ورغم كل الأحاديث التي تجري عن هذه اللعبة فهي لا زالت غير متاحة في متاجر الالكترونية السعودية لأنظمة الهواتف الذكية لدينا إلا أن سبل التحايل على الموقع الجغرافي كثير, بسبب سرعة انتشار اللعبة والتعاطي معها شاهدنا تصريحات رسمية عدة هذا الأسبوع نقلت عبر وسائل الإعلام من جهات حكومية بما فيها هيئة كبار العلماء, طبعا أيضا اعتراف لاعبو البوكيمون في جازان بعد أن اقتحموا ساحة المطار أيضا كان أمرا ملفتا. ما أريد الوصول إليه من الاستشهاد بلعبة البوكيمون وتصريحاته إلا وجوب التعاطي مع المتغيرات بشكل سريع كما حدث مع اللعبة أو حتى أسرع خصوصا بكل ما يمس قوت الأسر أو فرص دخل لها, لاحظ الأغلبية في الآونة الأخيرة انتشار عربات الأغذية, المشروبات, الحلويات والملابس في بعض المناطق في المملكة خصوصا المدن ذات الكثافة العالية والتجمعات الكبيرة فأصبحت هذه العربات مصدر دخل إما أساسي أو إضافي لمن يعملون بها ويديرون هذه العربات. لكن عددا لا بأس فيه من هذه السيارات المتنقلة تعمل دون ترخيص من البلديات والسبب وراء ذلك صعوبة الحصول على ترخيص خصوصا بما يخص الأطعمة وأيضا فإن البلديات تشترط على أصحاب هذه العربات التواجد خارج النطاق العمراني للمدينة ليتمكنوا من البيع والشراء وهذا ما يفقد مثل هذا النوع من التجارة ميزته التنافسية في التنقل سواء بمتابعة الأحداث في المدن وتتبعها أو الذهاب إلى الاجتماعات الخاصة أو مثلا التواجد بجانب الملاعب الكروية وقت المباريات. تعتبر هذه الوسيلة المتنقلة للبيع جديدة على المجتمع وعلى أنظمة الأجهزة التشريعية فيه إلا أن الأنظمة والجمهور لابد وأن يعتادوا على تغير السلوك السريع والتوجه نحو الابتكار في الوصول إلى العملاء ومساعدة هؤلاء المبتكرين في تحقيق غاياتهم عبر التحديث الدوري والدائم للأنظمة والتشريعات بما يتناسب مع المستجدات وسلامة الجمهور غذائيا وأمنيا. هنا أنا لا أدعو إلا محاربة هذه العربات بل إلى تطوير النظام بما يشجعهم ليحصلوا على رخصهم المهنية دون أن يخسروا مزاياهم التنافسية وأهمها القدرة على التنقل بما يخدم تجارتهم. لا ننسى أن شركة شيك شاك الشهيرة والمدرجة الآن في السوق المالية الأمريكية وبقيمة سوقية تتجاوز 1.4 مليار دولار وتواجد عالمي ومنتج مطلوب من الجمهور قد بدأت انطلاقتها من عربة متنقلة في حدائق نيويورك.