العيد مع نادي الفيحاء ليس ككل الأعياد التقليدية أو ذات الرسالة الواحدة والهدف الواحد والرؤية المحصورة، وإنما هو ترجمة متنوعة للمسؤولية الاجتماعية بأبعاد وأسماء وأماكن وإنجازات وحضور مختلف تتشكل معه أهداف كثيرة تجتمع في الشكر للداعمين، وتتمازج العطاءات بعد تنوعها لتعود مرة واحدة بشفافية مطلقة لتقول هذه هي نتائج الحصاد وتلك هي ثمار مسؤولية الاهالي تجاه ناديهم الذي اتفقوا منذ خمسة عقود على أنهم سيرعونه حق رعايته، عيد ترى فيه مئات الرجال يجتمعون من أرجاء وطننا الغالي في ساعة واحدة كي يُسعدوا أنفسهم بما أوجدوا في هذا الصرح الأنيق ويُسعدوا من عملوا فيه بحضورهم ومشاركتهم هم البناء والتأسيس ليبقى للأجيال شامخاً ومنارة رياضية وثقافية واجتماعية مثلما أراد أهل المدينة الحالمة المجمعة لناديهم أن يكون، العيد في نادي الفيحاء يستنطق الذكريات في أهلها ويقرأ في عيونهم قصيدة العقود الماضية والجهد والعرق الذي قدم ليبقى هذا النادي للأجيال المتعاقبة مثاليا، العيد في فيحائنا متنوع بتنوع القدرات والقيادات عبر دورات مجالس الإدارة التي لكل واحدة منها بصمة خاصة نحو هدف مشترك ورسالة واحدة ورؤية متجددة، العيد في الفيحاء متنوع كتنوع كنوز بحرنا وخليجنا، وساحر فاتن كسحر صحراء بلادنا الغالية وربيعها. وسأختصر الساعة في سطور بدأت بمعد ومقدم ذي ذائقة رائعة في الألفاظ ولسان فصيح وربط للفقرات مميز تبعته قصائد لشاعري النادي عبدالله العولة وخالد الجبر أبرزا حبهما لناديهما الذي واكب حلم مدينتهما الواعدة بقوا ف ومفردات ومعان شابها كبار الشعراء، ثم فلم مصور للعرضة النجدية وتاريخها وحضور المجمعة في هذا اللون الفلكلوري الجميل وأصحاب الجلالة وخدام الحرمين الشريفين وأصحاب السمو الذين شاركوا أهالي المجمعة في العرضة النجدية، ففلم مصور مختصر عن النادي ونشأته وبعض الأرقام التي قيدها التاريخ له وتبعه عرض رائع عن المنجزات الأخيرة للنادي في البنية التحتية بدءا بمبناه الرئيسي والمسجد الذي تبرع بهما الشيخان الكريمان عبدالعزيز وعبدالمحسن التويجري- رحمهما الله-، ثم استعراض المنجزات والمشاريع الأخيرة التي تبرع بها الأهالي وتتمثل في الملاعب والمدرجات والمواقف والصالات والديوان التي نفذت على أحدث المواصفات، وأخيراً الاوقاف الاستثمارية التي ستدر على النادي قرابة 5 ملايين ريال سنويا وهي كفيلة بالمصاريف التشغيلية الرئيسية ثم ما سيتبعها من عقود استثمارية لموجودات النادي الثابتة والمتحركة لكي يكون في أمان مع عصر الخصخصة لأنه تجاوز مرحلة البناء المؤسسي بنجاح يستحق الاستنساخ. واختتم الحفل بقصتي وفاء الأولى ذكر من توفاه الله من رجال الفيحاء الداعمين وهم الشيخان عبدالله وسعد التويجري والشيخ محمد بن عثمان الرشيد، وكذلك أحد الاعضاء الإداريين البارزين أ. يوسف الثميري- رحمهم الله جميعاً-، ثم اختتم اللقاء بمداخلة رائعة لعضو النادي ولاعبه السابق م. عبدالعزيز العولة الذي استجر الذكريات لأربعة عقود مضت عندما صعد الفيحاء لمصاف الدرجة الأولى في كرة اليد واستعراض من بقي من أعضاء الفريق والإداريين في تلك الفترة أ. محمد الزيد- رحمه الله- ورئيس النادي أ. إبراهيم العمر واحتفاظه بهدية النادي له ليعيد تقديمها لزميله في الفريق ورئيس النادي الحالي أ. سعود الشلهوب عبارة عن ساعة يد ودرع، وكان للهدية أكبر الأثر في هذا الحفل المجتمعي البهي الأنيق. إن شعوراً جميلاً قد خرج به الحضور بعد هذا التجمع الرياضي والاجتماعي يقول: إن المال لن يعجز إدارة نادي الفيحاء لتنفيذ المشاريع المستقبلية والاستثمارية طالما أنها بهذا الوضوح مع الأهالي والتبيان لهم أين وضعت تبرعاتهم وما هو المردود المالي لها على النادي ومستقبله والأثر الذي سيحدثه هذا الدعم في دوام الحضور والتألق لألعابه ولاعبيه فكل ما يقدم اليوم ستجنى ثماره في الأعوام القادمة كأصدق ما يكون العطاء وأنفع ما يصير البذل وأعذب ما يكون الإيثار، وأولى خطوات تنمية الموارد المالية ان تبرز ما سبق من العطاء بالاسم والقيمة ثم تذكر الإنجاز بالرسم والصورة لكي يكون ذلك مفتاحا للمزيد من الدعم ونموا في المصداقية واستدامة في الثقة وهذا ما تعكسه إدارة النادي الموفقة والصادقة. ختاماً، الإيجابية لا تنقطع في المجتمع السعودي فهم خير أمة أخرجت للناس وأقترح لحفل العام القادم أن يكون موعده ثاني أيام العيد ليتمكن بقية الأهالي من حضوره وحضور حفل الأهالي السنوي خاصة لمن هم خارج المجمعة، كما أتطلع إلى ان تُطلق أسماء الداعمين والقياديين على مقار النادي وصالات استقباله وميادينه وملاعبه وبواباته ومدرجاته حتى يجذر العطاء لأهله، مع الأمل أن تشكل لجنة ترصد تاريخ الرياضة في المحافظة لستة عقود أو أكثر لأن التاريخ مدون في الاذهان والقامات ودعنا منا الكثير والباقي ستشيب ذاكرتهم ولا بد أن يستدرك ما ليس منه بد فما لم يدرك كله لا يترك جله، وأتمنى أن يكون لكل عام أكثر من شخصية مكرمة من رجالات النادي الذين خدموه عبر عقوده الخمسة.