يتسابق على سحب الوقت من ليالي رمضان أربعة عناصر. الأول وله الحمد هو الصلاة في الجوامع والمساجد وقراءة القرآن الكريم. والثاني مشاهدة قنوات الفضائيات وماتبثه وتعرضه من مسلسلات مختلفة فيها بالطبع الغث والسمين. والثالث متابعة (السوشل ميديا) من فيسبوك وتويتر وسناب شات وإنستغرام والواتساب وما تزخر به من قروبات إلخ. والعنصر الرابع هو التسوق وشراء ما يحتاجه أفراد الأسرة من ملابس واكسسوارات للعيد القادم وما يشتمل عليه من مناسبات أفراح.. ولقاءات عائلية بمناسبة العيد وحضور أبناء وبنات الأسرة من مناطق ومدن أخرى لقضاء إجازة العيد بين الأهل والمعارف.. وفي السنوات الأخيرة ومع تواصل عملية البث والإرسال طوال ال24 ساعة فهذا يعني أن الذي لم تتح له فرصة مشاهدة مسلسله المفضل في الوقت الذي يكون فيه مشغولا بالصلاة. فهو يستطيع مشاهدته في فترة الإعادة وحتى إذا كان وقتها نائماً باستطاعته مشاهدته عبر قنوات الفيديو التي باتت تعيد بث مختلف البرامج والمسلسلات والبركة في الإعلانات..؟! وأما الذين يقضون أوقات ليالي رمضان وعلى الأخص في ليالي العشر الأواخر فهم يحرصون على التواجد مبكراً في الجوامع والمساجد التي استعدت لهم استعداداً طيباً من حيث توفير المياه الباردة.. وأعداد كثيرة من المصاحف.. وكراسي للصلاة جلوساً عليها لكبار السن أو من يعاني من متاعب صحية في قدميه أو ظهره. شافاهم الله وعافاهم.. أما الذين يضيع وقتهم في مرافقة الأهل وأفراد الأسرة في التسوق فهم أيضاً يستمتعون بالجلوس في المقاهي الحديثة والتي انتشرت في السنوات الأخيرة في مختلف الأسواق والمولات أو أنه يتركهم في هذا السوق أو ذاك المجمع ليذهب لإنجاز أشياء أخرى يحتاجها بيته.. ومن الواقع إلى التاريخ والماضي حيث كان الناس في الماضي يقضون جل وقتهم في ليالي رمضان في مجالس أسرهم أو لدي أكبرهم سناً في هذا الحي أو مجالس أصحاب الفضيلة من العلماء والشيوخ أو الأعيان أو مجلس العمدة وبعضهم يجلس على دكك الحوانيت في الأحياء لتبادل أطراف الحديث قبل مواعيد صلاة القيام.. وما زلت أذكر أنه في الماضي وما أن يؤذن لصلاة المغرب وبدء الإفطار حتى تغص ساحات (الفريج) بموائد الإفطار لأهل الحي وللفقراء وعابري السبيل تخرج في كرم مشترك من مختلف البيوت. وهذه العادة مازالت موجودة حتى اليوم في العديد من المدن والقرى بالمملكة.. وتتكرر هذه الموئد في السحور. واليوم تشاهد هذهلموائد في باحة الجوامع والمساجد في مشاهد لا أروع تعكس اللحمة الوطنية والمشاعر الإسلامية العظيمة ويذكر أن الطابع العام لموائد رمضان. طابعاً متميزاً يتسم بتنوع الأطعمة المعروضة فيه بصورة تجسد كرم الإنسان المسلم وحبه لله من خلال موائد الرحمن كما يطيب للبعض تسميتها. ولنا في مشاهد الموائد في الحرمين الشريفين خير دليل على استمراريتها منذ بداية فريضة الصوم خلال هذا هذا الشهر الفضيل.