يبحث المخرجون السينمائيون دوماً عن النص المتميز، الذي يمكّنهم من تقديم فيلم لافت وناجح. وقد يظل المخرج الذي يحترم عمله وجمهوره، في انتظار النص المحفّز سنواتٍ طويلة، فهو لا يريد لاسمه أن يتلوث بالأعمال السائدة، السطحية أو التجارية. وربما يؤسس ورشة كتابة خاصة به، يدعو لها من يتصور أنهم سيحققون له مبتغاه في رسم محتوى إبداعي مغاير لفيلمه. «هناك أزمة كتاب سيناريو»، هذه العبارة تكاد تحلّق في فضاء أوساط العاملين في مجال السينما والدراما. ولقد اختبرتها بنفسي، حين رأست لجنة تحكيم السيناريو، في مهرجان أفلام السعودية الثالث، والتي زاملني فيها بدرية البشر وفيصل العامر. إلاَّ أن مثل هذه الأزمة، لم تقلل من إيماني بقدرات شاباتنا وشبابنا في خوض هذا المضمار الهام والحيوي. فمن بين أكثر من 50 نصاً مرشحاً للدخول في المسابقة، وجدنا 11 عملاً مميزاً، على الرغم من صغر سن الفائزين وحداثة تجربتهم في هذا المجال الذي لا يشهد حضوراً ولا تنافساً. الشابة زينب آل ناصر، الحائزة على المركز الأول، شابة مدهشة في التقاط فكرتها، ومحترفة في أسلوبها، ومتمكنة في تقطيعها، وصادمة في نهاياتها. حصل فيلمها الأول «مخيال»، والذي أخرجه المبدع الشاب محمد سلمان، على عدة جوائز محلية ودولية. أما نصها الفائز «ثوب العرس»، فهي تفضّل أن تتولاه مخرجة سعودية، كما صرحت للصحف، وذلك لأن النص يغوص في أعماق المرأة، كما غاص نص «مخيال» في أعماق طفل.