الأيام الماضية وما بعدها لم ولن تكون أيامًا عادية؛ لأننا تجاوزنا الحاضر بانطلاقة تجاوزت 15 سنة, كنا فيها شركاء مع دولتنا - أيدها الله - في رسم سياسة المستقبل عبر ورش عمل وكتابات ومشاركات وندوات، صاغت كلها رؤية المملكة العربية السعودية لعام 2030م، وعرفنا حينها أن كل رأي وطني يُنشر لا يُهمل من القيادة، ويخرج في الوقت المناسب. وقادنا الأمير الشاب رئيس مجلس الاقتصاد والتنمية لما يشبه الحلم بشفافية ووضوح لامسا أبسط الناس، ولم يعتمد على التنظير والبيانات التي كانت تبدأ وتنتهي بمكان واحد في السابق, وأصبحنا اليوم أكثر اطمئنانًا من أي وقت مضى على مستقبل هذا الوطن الكريم وأهله من الناحية الاقتصادية والاجتماعية والصحية والأسرية والتعليمية والشبابية، وغيرها. إننا نشعر بالأمان عندما نقرأ ما قاله عراب المستقبل وحامل لواء التطوير، وليس التغيير أو التحول، سمو الأمير الشاب محمد بن سلمان رئيس مجلس الاقتصاد والتنمية، في رسالته التي سبقت الرؤية عندما قال: «ما نطمح إليه ليس تعويض النقص في المداخيل فقط، أو المحافظة على المكتسبات والمنجزات، ولكن طموحنا أن نبني وطنًا أكثر ازدهارًا، يجد فيه كل مواطن ما يتمناه؛ فمستقبل وطننا الذي نبنيه معًا لن نقبل إلا أن نجعله في مقدمة دول العالم، بالتعليم والتأهيل، بالفرص التي تتاح للجميع، والخدمات المتطورة في التوظيف والرعاية الصحية والسكن والترفيه وغيرها». ونشعر نحن المواطنين بالثقة عندما يقول: «إننا نلتزم أمامكم بأن نكون من أفضل دول العالم في الأداء الحكومي الفعال لخدمة المواطنين. ومعًا سنكمل بناء بلادنا؛ لتكون كما نتمناها جميعًا مزدهرة قوية، تقوم على سواعد أبنائها وبناتها، وتستفيد من مقدراتها، دون أن نرتهن إلى قيمة سلعة أو حراك أسواق خارجية؛ فنحن نملك كل العوامل التي تمكننا من تحقيق أهدافنا معًا، ولا عذر لأحد منا في أن نبقى في مكاننا، أو أن نتراجع لا قدر الله». ونشعر بالفخر نحن السعوديين عندما يقول: «رؤيتنا لبلادنا التي نريدها: دولة قوية مزدهرة تتسع للجميع، دستورها الإسلام، ومنهجها الوسطية، وتتقبل الآخر, ونرحب بالكفاءات من كل مكان، وسيلقى كل احترام من جاء ليشاركنا البناء والنجاح». ونشعر بالامتنان كمستفيدين عندما يقول: «تأتي سعادة المواطنين والمقيمين على رأس أولوياتنا، وسعادتهم لا تتم دون اكتمال صحتهم البدنية والنفسية والاجتماعية، وهنا تكمن أهمية رؤيتنا في بناء مجتمع، ينعم أفراده بنمط حياة صحي، ومحيط يتيح العيش في بيئة إيجابية وجاذبة». وهل نلام فيما سبق إذا قلنا إننا أمام تطوير شامل حتى في المفردة التي يخاطب بها الناس؟ إننا عندما نقول إن تلك الرؤية هي للمستقبل فإنها تحتوي الشباب بكل الحب والصدق، وتتعامل معهم بالشفافية والوضوح روحًا ومضمونًا وعبارة؛ وبالتالي قولاً وعملاً؛ فهي مرحلة تشعرك بالأمان على الشباب في صحتهم ورياضتهم وثقافتهم وترفيههم. ونعظم التحية لسموه بصدق عندما يقول: «سنقوم بزيادة الأنشطة الثقافية والترفيهية وتنويعها للإسهام في استثمار مواهب المواطنين، وسنطور الأنظمة واللوائح بما يساعد على التوسع لإنشاء أندية الهواة والأندية الاجتماعية والثقافية وتسجيلها رسميًّا، وسنطلق برنامجًا وطنيًّا، سيعمل على تحسين جودة الأنشطة الرياضية والثقافية، ويوفر الدعم المالي اللازم لها، وينشئ شبكات وطنية، تضم النوادي كافة، ويساعد في نقل الخبرات وأفضل الممارسات الدولية لهذه الأندية، وزيادة الوعي بأهميتها. وبحلول عام 1442ه (2020)م سيكون هناك أكثر من 450 نادي هواة مسجلاً، تقدم أنشطة ثقافية متنوعة وفعاليات ترفيهية وفق منهجية منظمة وعمل احترافي». تلك الرؤية الشبابية لعام 2030م قد اهتمت بالشباب تحديدًا، وحددت هدفها في التعامل مع البطالة وتخفيضها من قرابة 12 % إلى 7 %، مع استيعاب أفواج الخريجين في عقد ونصف العقد في القطاعات الثلاث. وتحقيقًا لذلك أُنشئت هيئة خاصة لتوليد الوظائف؛ فالدولة تعلم أن الشباب هم عماد المستقبل، مثلما كان الأجداد والآباء هم عماد التأسيس وبناة الحضارة؛ فكان الاهتمام بهم يمثل العنوان الأكبر في بنود الخطة التي نقول إنها اليوم حلمًا، وغدًا ستصبح علمًا - بإذن الله -. كما أننا نقرأ ونشاهد على الصعيد الاجتماعي، ونرصد الفرحة العامة بالخطة وانتظار نتائجها.. ويثق الجميع بأنها ستكون بحجم التطلعات، وسيساهم المواطن في تحقيقها مثلما ساهم في تنمية الوطن. ختامًا، إننا أمام مستقبل جديد، يرغب في رفع نسبة الممارسين للرياضة من 13 % من الشعب إلى 40 % منهم، وهذا هدف يضمن للمجتمع السلامة البدنية والصحية، ويبعد عنه الركود والدعة، ويملأ فراغه بما يفيده شخصيًّا، وما يجعله قادرًا على مواكبة الخطة؛ لأن إيقاعها سريع؛ وتحتاج إلى روح الشباب حتى من الرجال. كما أننا مطالبون جميعًا بدافع ذاتي بتحقيق ما يخص الشباب والرياضة في الخطة. وسيكون المقال القادم متضمنًا طرحًا لوسائل تحقيق تلك الرؤية التي تحتاج من الكتّاب الرياضيين والاقتصاديين والاجتماعيين وقادة الإعلام الرياضي المتنوع إلى دور أكبر في تسليط الضوء عليها، وطرح الأفكار التي تمكِّن رئاسة الشباب من تحقيقها.