لا يختلف الرياضيون على أن أهم ملامح رئيس أي نادٍ ناجح هي الملاءة المالية، والكفاءة الإدارية، والعمل الجاد بالتواجد المستمر قرب اللاعبين في التمارين والمعسكرات والمباريات، وقد توفرت كلها في رئيس نادي النصر، الذي أعلن استقالته من رئاسة النادي هذا الأسبوع، وإن كنت أرى أن عمله الإداري يشوبه أحيانا التفرد بالرأي والقرار، أو الاستعانة بمشورة من لا يمتلك الخبرة الرياضية الكافية، والرؤية العميقة في مجال كرة القدم، مما جعل معظم من تعاقد معه الفريق من المدربين واللاعبين الأجانب دون المستوى والطموح، حتى وصل عدد اللاعبين الأجانب الذي تم التعاقد معهم إلى أعداد كبيرة دون أي نجاح يذكر، مقارنة بالصفقات المحلية الناجحة!. لا أريد أن أقول إن النصر سيعود لسنواته العجاف برحيل الأمير فيصل بن تركي، لأنه فريق كبير، وصاحب إنجازات، لكنه حتما سيعاني كثيراً، فمن تغنت به الجماهير، وأطلقت عليه لقب «كحيلان»، هو فعلاً الرمز الجديد للنصر، بعد عبدالرحمن بن سعود -يرحمه الله- لأنه استطاع العودة بالعالمي إلى منصات الذهب، وأعاد ببعض نجوم هذا الفريق، بعض الوهج إلى منتخب الوطن، فقرار رحيله ليس أمرًا يتعلق بأعضاء شرف فريق فحسب، وإنما في قادة رياضة وطن، ممن يهمهم حضورنا الرياضي في المحافل الإقليمية والدولية، من هنا أتمنى بقاء هذا الرمز الرياضي الناجح، في الرياضة السعودية، حتى وإن اختلفنا مع إدارته لبعض الأمور التي تتعلق بملفات الأجانب، من مدربين ولاعبين، وليس بسبب ترتيب الفريق في هذا الموسم، لأن الإخفاق طبيعي، بعد إنجازات مهمة خلال موسمين، وهو يحدث لكثير من الأندية العالمية. يبقى التساؤل الأهم، هل يقبل مجلس أعضاء الشرف هذه الاستقالة؟ وهل لأعضاء شرف الفريق حضور وتأثير كما هم في الفريق الجار، الهلال؟ أم هم كأعضاء الأندية الأخرى، يتحولون إلى مشجعين خلف الشاشات، ويحضرون فقط للتصوير عند التتويج في أي بطولة؟ لذلك أعتقد أن التكاتف الكبير، والتفاف أعضاء شرف الهلال حول فريقهم، هو ما جعل هذا الفريق لا يبتعد أبدًا عن المنافسة في مختلف البطولات، حتى وإن فشل في حصد الألقاب في بعض المواسم. ربما لم أجد تبريراً لإعلان استقالة الأمير فيصل بن تركي في هذا التوقيت، إلا رغبته بألا يتم الربط بين استقالته ونتيجة الفريق في نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين أمام الأهلي، سواء بالفوز، وتبرير أن يربط استقالته بتحقيق البطولة، أو الخسارة وربط ذلك بردة فعل غاضبة من الأداء السيء للفريق في هذا النهائي، وفي المقابل هل هذا القرار الذي اتخذه يراعي مصلحته على حساب مصلحة الفريق وهو مقبل على نهائي مهم، بما ينعكس على نفسيات اللاعبين وأدائهم؟ هي أسئلة تجيب عليها الأيام القليلة المقبلة.