في إحدى الشركات الكبرى أخطأ كبير الموظفين خطأ كلفها الكثير من المال وخسائر فادحة جداً وكان ردة فعل مديره أن يحتفظ به كموظف ولا يطرده وعندما سُئل عن سبب ذلك أجاب: «هو الآن أخطأ وتعلّم من خطئه وتكلفة تعلّمه من تجاربه أهون علي من أن أفصله وآتي بموظف جديد يكرر الخطأ». الحكمة من القصة أن الخسارة والهزيمة لا تنعيان بالضرورة نهاية المعركة، والإنسان الناجح من يخرج من التجربة وقد تعلّم منها.. فالخسارة الكبرى هي تحلّي الإنسان بروح الانهزامية وليس النجاحات، فالناجحون لم ينجحوا لعدم خسارتهم، بل لأنهم تعلموا من أخطائهم وفشلهم من هنا أن يخرج رئيس نادي الهلال الأمير نواف بن سعد وبعد مباراة الأهلي ويدعو إلى اجتماع عاجل لأعضاء الشرف ويلمح بالاستقالة في تصريح بث مباشرة على الهواء بعد أن خسر فريق الهلال من شقيقه فريق الأهلي وهو يعتقد أنه بخسارة الهلال هو قد فشل وجاءت هذه الاستقالة المتسرّعة وبالتأكيد هي غير مقبولة وترفضها غالبية جماهير الهلال ومحبيه وعشاقه وأعضاء الشرف وخصوصاً أن هذا حدث بعد أن فقد الهلال في البدء لقب الدوري ثم حرم أيضاً من الوصول إلى نهائي كأس خادم الحرمين الشريفين، فالاستقالة التي أعلنها نواف بن سعد تعد هروباً من المسؤولية وهذا لم يعتد عليه الهلاليون، فالرئيس الحالي عندما رشح ونصب على رأس مجلس إدارة لهذا الكيان الهلالي كان مكلفاً من أعضاء الشرف أن يكمل ما بدأه رؤساء سابقون حقق الفريق معهم 57 بطولة بدأها المؤسس عبد الرحمن بن سعيد ببطولتين ثم ألحقهما ببطولتين أخريين في فترة رئاسته الثانية ثم كرت سبحة البطولات 9 بطولات متنوّعة في عهد عبدالله بن سعد 9 بطولات أيضاً في رئاسة بندر بن محمد ثم 7 في رئاسة محمد بن فيصل بعدها 6 تحت رئاسة عبدالرحمن بن مساعد وأيضاً مثلها 6 عندما تولى سعود بن تركي الرئاسة وحصل الهلال في عهد خالد بن محمد على 5 بطولات ثم هذلول بن عبد العزيز بطولتان وعبدالله بن ناصر بطولتان وعبد الله بن مساعد بطولة واحدة ومحمد مفتي أيضاً بطولة واحدة وفواز المسعد بطولة واحدة.. هذه الإنجازات المتتالية أهلت نادي الهلال لكي يتزعم الأندية المحلية والآسيوية في آن واحد وأن يعلن الأمير نواف انسحابه فهذا ممنوع في عرف الهلاليين وإن أراد الاستقالة فمن حقه ذلك ولكن بعد إعادته الفريق الهلالي سيرته الأولى فريقاً قوياً متوجاً بطلاً.. فثمن الاستقالة من رئاسة الزعيم هو تحقيق البطولات وعلى الأمير أولاً تدارك الأخطاء التي وقع فيها وتصحيحها والتعلّم منها ثم المباشرة وعلى الفور بإعادة هيكلة الأجهزة الفنية والإدارية والعمل على إحداث تغيّرات وغربلة في صفوف الفريق الأول تحديداً وإدخال عناصر ووجوه جديدة شابة موهوبة من الفئات السنية بالنادي ثم بعد ذلككله عليه تحقيق بطولة فما من رئيس تسلّم الرئاسة في نادي الهلال منذ أن أسس إلا وحقق بطوله واحدة على الأقل أو أكثر قبل أن يغادر ففشل الإدارات في النادي الهلالي ممنوع، فثقافة النجاح والانتصارات لدى منسوبيه هي السائدة لذا فنواف بن سعد مطالب قبل أن يعلن الاستقالة ويغادر أن يضيف بطولة جديدة واحدة على الأقل كإنجاز يُضاف إلى رصيد هذا النادي البطل.