بعد انتهاء المؤتمر الصحافي لسمو ولي ولي العهد، وبعد مقابلته في العربية التي أطلق فيها رؤية السعودية 2030م دعيت وعدد من المشايخ والعلماء والخبراء للقاء داخلي، اتسم بالشفافية وروح المسؤولية، والرغبة الصادقة في العمل، وتحقيق حلم النهضة والتحديث في السعودية، وكان سموه، دمثاً وواثقاً وتتفاجأ بغزارة معلوماته ودقة تحاليله، وفي الإجابة الفنية على كل سؤال، الذي أشعر الجميع بأن رؤية السعودية هي رؤية السعوديين أنفسهم، ورؤية لوطنهم وكما يرغبون في المستقبل، وظل سموه حريصا كل الحرص على التطوير والتحديث والبناء، لكن كان يربط ذلك بما يتوافق وقيمنا وشريعتنا، فالرجل واضح ويتكلم في العلن، ويصارح مواطنيه بشفافية عالية، وغير معهودة. لقد أعلن سموه عن مرحلة التحول الوطني بما يتواكب مع تطلعات الملك سلمان، وسمو ولي عهده الأمين - حفظهم الله - في توفير كل ما يحتاجه المواطن، وإرساء أسس التنمية المستدامة ليجد المواطن خارطة طريق رسمت له ولمستقبله، وكل ما يتمناه من تعليم وتدريب وتأهيل وتطوير وتوظيف وسكن وصحة، وتأمين طبي وطرق وخدمات وترفيه، وعدم تحميله أية أعباء. نحن نثق بقيادة سمو ولي ولي العهد في قيادة برنامج التحول الاقتصادي، وبخاصة انطلاق رؤية السعودية 2030م والتي وضعت برامج راقية تعتمد جميعها على قدرات موارد أبنائها البشرية.. وتنويع مصادر الدخل دون الاعتماد على النفط، وبيع جزء من أرامكو، والشركات التابعة لها وتحويل الأموال إلى صندوق سيادي، يمكنه الاستحواذ على حصص في شركات عملاقة في السوقين المحلي والدولي. رؤية السعودية 2030م أدهشت العالم، وقادتنا إلى تنوع في مصادر الدخل رغم تراجع أسعار النفط، والحروب، والأزمات التي تمر بها المنطقة، فالاقتصاد العالمي يُواجه تحديات كبيرة نتيجة الحروب وتراجع أسعار النفط، إلا أن الاقتصاد السعودي في تطور وازدهار مستمر، فالمرحلة القادمة تواجه العديد من التحديات الاقتصادية، والتخطيط السليم للمستقبل يجب أن يُبنى على الاستثمار في المواطن السعودي، وتوفير فرص العمل لجميع المواطنين، ومكافحة الفساد، والفاسدين، وتفعيل دور نزاهة في مراقبة المشاريع، والتعيينات في المناصب، وتفعيل أنظمة المراقبة والشفافية والمحاسبة. لقد كان حديث الأمير محمد بن سلمان في المؤتمر الصحفي يتناسب مع التطور الاجتماعي الذي تشهده المملكة والتحديات التي ربما تواجه الرؤية خصوصاً ذوي الدخل المحدود والمتوسط وأهمية توزيع الدخل بين طبقات المجتمع، والبطالة والإسكان، ومشاركة المرأة في سوق العمل ومستوى دخل الفرد البسيط وكفاءة الأجهزة والمؤسسات الحكومية، ومراكز الدراسات والبحوث ومحاربة الفساد، والصراحة والشفافية عن رؤية المملكة لعام 2030 وبرنامج التحول الوطني وتقليل الاعتماد على النفط. وأجزم أن سمو الأمير محمد بن سلمان قدم رؤية وطنية طموحة تهدف إلى إعادة هيكلة اقتصاد المملكة، وتطويره بما يجعلني كمواطن أرفع القبعة احتراماً وتقديراً لسمو ولي ولي العهد على هذا العمل الجبار، والإنجاز العظيم، وأكون أكثر ثقة وتفاؤلاً بإمكانية تحويل ما يطرح اليوم من رؤية أصبحت حقيقية واقعة لا محالة للمرحلة القادمة وليس حلماً كما يدعي البعض. لقد انتهج سمو الأمير محمد سياسة الباب المفتوح مع جميع المواطنين والتفاني في خدمة الوطن والمواطن، ودعم الكوادر الوطنية المؤهلة بالتعاون مع بيوت الخبرة المحلية وتطوير وتفعيل ثقافة الحقوق والواجبات، وتساوي الفرص بين الجميع، لذا نأمل من سموه تخصيص جلسة أسبوعية للاستماع إلى آراء ومقترحات المواطنين إضافة إلى كتّاب الرأي فهم جزء من هذا الوطن ولديهم أفكارهم التي يحتاجها صنّاع القرار. وكلنا أمل أن يتم إنجاز رؤية السعودية 2030م في وقتها، وفي الزمن المحدد لها وفق أعلى المواصفات والمقاييس العالمية، والعمل على تنفيذ البرامج حسب سجلها، والتأكيد على المنفذين بأن المشروعات ستسحب منهم إن تأخروا في تسليمها، ومن يثبت عليه العبث، والفساد وضعف التنفيذ فإنه سيعاقب، وسنبقى ككتاب نطرح الأفكار ولن نبخل على الوطن بحكم اختصاصنا بالنصيحة في توقيتها ومكانها. لقد سعدنا بما شاهدناه من حسن تنظيم للمشرفين على مؤتمر رؤية السعودية 2030م الذي أثلج صدورنا، وهو بلا شك جهد عظيم يستحقون عليه الشكر، وعلى رأسهم سمو ولي ولي العهد الأمير محمد بن سلمان صاحب الخلق الرفيع، والشخصية الفذة, والشكر موصول للفريق المشرف، ولكل من شارك من اللجان، والقطاعات الأخرى على الجهود الجبارة، والمتميزة والعمل المتواصل حيث أخرجوا المؤتمر بهذا المستوى المشرف والرائع.