قلة من الرجال هم الذين يديرون دفة التاريخ، بمهارة واقتدار صوب المستقبل الذي رسموه لأوطانهم، الأمير محمد بن سلمان بلا شك يتصدر هؤلاء، فالأمير الشاب الذي ترعرع في كنف والده خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود، «حفظه الله» قائد المسيرة، ملك الحزم والعزم، صانع النهضة، يمتلك الرؤية، والإرادة، والإلهام، وقراءة مستقبل خارطة المنطقة والعالم، أدرك مبكراً حجم التحديات التي تواجهها أمته العربية وفي القلب منها المملكة، مهبط الوحي، مهد الإسلام، معقل العروبة النابض. عبقرية محمد بن سلمان تكمن في قدرته على بلوغ الهدف، إيمانه راسخ بما يفعله، معطيات النجاح التي يحتكم إليها وعليها، حاضرة في ذهنه، شعر بها كل من تابع حواره مع قناة العربية يوم أول أمس الاثنين حول رؤية المملكة 2030م، والتي أبهر خلالها كل من شاهدوه، فالرجل ليس قائداً عسكرياً وسياسياً واقتصادياً فحسب، بل هو إلى جانب ذلك كله صاحب فكر، هو بحق رجل المرحلة، ألهم الأمة، وبث فيها روحاً جديدة، وحول حالة اليأس الشديد إلى بأس أشد، فلقد صنع الرجل من الانكسارات التي كانت تحاصرنا، انتصارات سوف تسطرها كتب التاريخ، في خلال عام واحد فقط استطاع الأمير الشاب «وزير الدفاع» أن يستنهض العزائم ويشحذ الهمم، فمن يتمعن في خارطة المنطقة قبل أن يظهر «بن سلمان» على المسرح السياسي السعودي والعربي، ويعيد التمعن فيها الآن، لا شك في أنه سيجد الفارق شاسع، فنحن الآن دولة قوية فتية قادرة، نقود عالمنا العربي والإسلامي، أزحنا التحديات خلف الحدود، قضينا على المشروع الإيراني التوسعي، شكلنا مع أشقائنا أكبر قوة إقليمية في المنطقة يخشاها الجميع. لا شك إن رؤية محمد بن سلمان الاقتصادية الذي أقرها مجلس الوزراء الذي انعقد برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز، لا تنفصل عن نهجه طيلة العام الماضي، فالرجل يمتلك شخصية جامعة، بعد ما قضي على التحديات الخارجية، وقهر أعداء المملكة والطامعين فيها، هو الآن يصنع تاريخاً جديداً للمملكة، فمن خلال رؤيته الاقتصادية سوف تحقق المملكة نقلة حضارية، ولكي أكون موضوعيا أكثر فهي ليست نقلة فقط، بل هي أكبر من ذلك بكثير، هي قفزة تاريخية عملاقة، سوف تتربع بها المملكة على عرش قائمة دول العالم الحديث، بعد أن استقرت منذ عدة سنوات في النادي الاقتصادي الدولي الذي يضم أكبر 20 اقتصاداً في العالم. الحقيقة نحن أمام رجل أقولها ببساطة «فذ» شهد له المنصفون في العالم، وخير دليل على ذلك، وصف الرئيس عبد الفتاح السيسي له بأنه «قائد عظيم، يصنع التاريخ، ويهندس الجغرافيا، ويعيد صياغة مستقبل الأمة بمهارة»، كما أن الملك عبد الله الثاني ملك المملكة الأردنية الشقيقة قال بعدما شاهد اللقاء المتلفز لولي ولي العهد على قناة العربية في تغريدة عبر حسابه على «تويتر»: «وجدت في مقابلة الأمير محمد بن سلمان رؤية مستنيرة وشجاعة سيكون لها أكبر الأثر في تطوير وتنمية المملكة العربية السعودية الشقيقة». بإنصاف شديد أقولها كأحد أبناء هذه الأرض الطيبة المباركة، إن رؤية الأمير محمد بن سلمان هي الخطة التنموية الأكثر جرأة والأكثر شمولاً في تاريخ المملكة، بما تشتمل عليه من آفاق تنموية جديدة، لم يجرؤ على الاقتراب منها أحد، مثل طرح نسبة من شركة أرامكو للاكتتاب العام أي للملكية العامة، كما أن صندوق الاستثمارات حسب رؤية الأمير محمد بن سلمان سيحل مشاكل الأصول الحالية والمشاريع المتعثرة حتى تربح، حسب الرؤية الاقتصادية الجديدة، فلن تحتاج المملكة إلى دخل النفط بحلول عام 2020، وأنها ستستطيع العيش بدونه، إن رؤية المملكة 2030م تؤكد على عمق المملكة العربي والإسلامي وعبقرية الموقع الاستثماري والجغرافي الذي يشكل نقاط قوة للملكة لا ينفسها فيه أحد. فكر جديد يقود المملكة إلى آفاق أرحب تقود فيه المملكة أمتها العربية والإسلامية وتصنع الأمجاد التي نهل منها الغرب حضارته ثم صدرها لنا بعد ذلك، التاريخ يعيد دورته من أرض الحرمين مجدداً، خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز «أطال الله عمره» وولي عهده الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز، وولي ولي عهده الأمير محمد بن سلمان صاحب رؤية المملكة 2030م، يصنع تاريخاً جديداً مجيداً لأمته، ونحن من خلفه نؤازره، يملؤنا الفخر بأن أرضنا التي خرج منها نور الإسلام ليبدد ظلام الجهل والوثنية والتخلف قبل أكثر من 14 قرناً، يخرج منها الآن من يقودها مجدداً لتخرج العالم من نفق الظلم والجور والكراهية والعداوة إلى عصر التنمية والعدالة والرخاء والرفاه.