وسط التفاؤل الكبير في أوساط السياحة في مصر والاستعدادات التي تجرى على قدم وساق في المدن السياحية المصرية لاستقبال السياح السعوديين، بعد تصدَّر مصر قائمة الوجهات السياحية الخارجية لهم في موسم 2015، باستحواذها على 35% من حجوزات السعوديين، يبدو أن السباق على السائح السعودي بين وجهاته القديمة والجديدة في مصر سيكون كبيراً. وحقق عدد السياح السعوديين المتجهين إلى مصر قفزات كبيرة في الأرقام، ونسب الحجوزات بشكل يومي. وعادت مصر للتربع على عرش الوجهات السياحية للسعوديين بشكل فاق المتوقع، تأتي بعدها دبي، وتركيا، ودول شرق آسيا، وأوروبا، خاصة النمسا، وألمانيا، ومدينة لندن. وأعلنت وزارة السياحة المصرية والهيئة المصرية العامة للتنشيط السياحي عن ارتفاع عدد السائحين السعوديين خلال الأربعة أشهر الأولى من 2015، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي، بنسبة قدرها 69. 9%. وفي شهر أبريل/نيسان 2015 ارتفع عدد السائحين السعوديين القادمين إلى مصر مقارنة بأبريل/نيسان 2014 بنسبة نمو قدرها 57. 3%، بالإضافة إلى ذلك فقد احتلت المملكة المرتبة الخامسة لعدد السائحين والليالي التي قضوها في مصر خلال شهر أبريل/نيسان 2015 والأربعة أشهر الأولى من هذا العام على التوالي. توجيه خادم الحرمين وأكد عدد من العاملين في قطاع السياحة أن توجيه خادم الحرمين الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود، إلى الخطوط الجوية العربية السعودية باستمرار تسيير رحلاتها إلى شرم الشيخ من الرياضوجدة دعماً للسياحة في جمهورية مصر العربية؛ سينعكس إيجاباً على قطاع السياحة المصري. وفي ظل حالة من الإقبال المتبادل بين البلدين على تعزيز التعاون السياحي بينهما انطلق هاشتاق على مواقع التواصل الاجتماعي يحمل عنوان مليون سائح سعودي لمصر، في ظل الثقة بقدرة السائح السعودي على تعويض توقف غيره من السياح، خصوصاً وأن آخر الدراسات بينت أن السائح الغربي محدود الإنفاق ويعتمد في سياحته على نظام المجموعات السياحية وتقدر قيمة إنفاقه في 400 دولار وفترة بقائه 4 أيام في حين تبلغ قيمة إنفاق السائح السعودي 4500 دولار. ويستعيد القطاع السياحي في مصر عافيته من جديد، من بوابة سياح الدول الخليجية، الذين اختاروا التوجه إلى قاهرة المعز لقضاء الإجازة الصيفية فيها. وفيما أشارت مصادر إلى ارتفاع عدد السائحين السعوديين في مصر في شهري سبتمبر وأكتوبر من العام الماضي، تتوقع المصادر ذاتها أن ترتفع النسبة هذا العام، خاصة بعد هدوء الأوضاع السياسية في مصر، وعودة الأمن والأمان إلى ربوع البلاد. مدن البحر الأحمر الآسرة ويفضل السياح السعوديون مؤخراً التوجه إلى مدينة الغردقة المصرية، التي تمتاز بشمسها الساطعة وبحرها الفيروزي وشعابها المرجانية وقربها من المناطق الأثرية والتاريخية، كما أن تجربة الغوص في مياهها التي تضم 1200 من الأصناف البحرية والأسماك و150 نوعاً من المرجان، إلى جانب عديد من الفصائل الجميلة والفريدة من نوعها. وتعد الغردقة، التي يطلق عليها مسمى «ريفييرا البحر الأحمر»، مقصدا محوريا للسائحين العرب والأجانب الراغبين في التسوق والاستمتاع بالرياضات المائية، والأنشطة الترفيهية الممتعة على أجمل شواطئ العالم. وتعتبر الغردقة من أكبر المدن المصرية على ساحل البحر الأحمر، حيث تغطي المدينة مساحة 40 كم من الشريط الساحلي للبحر الأحمر، وتعد الوجهة السياحية المفضلة للمصريين والسائحين الوافدين من شتى بقاع العالم فهي تجمع بشكل فريد بين الصحراء والشواطىء الخلابة - الأمر الذي يمكن زوارها من الاستمتاع بمجموعة متنوعة من الأنشطة التي تشمل المغامرات الصحراوية، والأنشطة الممتعة على الشاطئ، وحتى الغوص في أعماق البحر الأحمر. يعلم كثيرون من رواد الشواطئ وعشاق البحر على مستوى العالم أن الغردقة تتمتع بأفضل وأجمل الشواطئ، حيث يسمح صفاء مياهها ولونها الفيروزى للسائحين بمراقبة الحياة البحرية الطبيعية في أروع مناظرها، وتأمل الطبيعة بألوانها التي ترسم لوحة فنية تنبض بالحياة. أيضاً بدأت الحياة تدب من جديد في مدينة «شرم الشيخ»، التي تشهد فنادقها حركة سياحية وافدة من السوق العربي خاصة «السعودية - الكويت - لبنان - الأردن» تتصدرهم السعودية بنسب إشغالات مرتفعة للسياح السعوديين. ويتوقع أن تشهد الرحلات العربية وخصوصاً السعودية زيادة خلال الفترة المقبلة.