دشّن معالي وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبد العزيز العساف رئيس الصندوق السعودي للتنمية ومعالي وزيرة التعاون الدولي المصرية الدكتورة سحر نصر ومعالي وزير التعليم الدكتور أحمد بن محمد العيسى ومعالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري الدكتور أشرف الشيحي امس، مشروع تطوير قصر العيني بجامعة القاهرة 2020 بالتعاون مع الصندوق السعودي للتنمية، بحضور معالي سفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية مصر العربية ومندوب المملكة الدائم لدى جامعة الدول العربية عميد السلك الدبلوماسي العربي أحمد بن عبد العزيز قطان ورئيس جامعة القاهرة الدكتور جابر نصّار وعميد كلية الطب بالجامعة الدكتور فتحي خضير. وأعرب معالي الدكتور العساف في الاحتفال المعد بهذه المناسبة، عن سعادته بالمشاركة في وضع حجر الأساس لمشروع تطوير مستشفى قصر العيني بجامعة القاهرة، مشيرًا إلى أهمية هذا الصرح العلمي والتاريخي. وأوضح معاليه أن الصندوق السعودي للتنمية يساهم في مشروع التطوير بمبلغ 450 مليون ريال، بهدف زيادة الطاقة الاستيعابية للمستشفى مما سيكون له بإذن الله أثر إيجابي على حجم ونوعية الخدمات الطبية التي ستقدم للمواطنين، مبينا بأنه تم اختيار هذا المشروع بسبب العائد الاجتماعي والاقتصادي له، حيث يخدم شريحة واسعة من الشعب المصري الشقيق. وقال معالي وزير المالية: « تأتي هذه المساهمة في المشروع إيمانًا من حكومة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - بأهمية دعم المشروعات الاقتصادية والاجتماعية في مصر الشقيقة، وذلك من خلال العديد من القنوات منها الصندوق السعودي للتنمية الذي يساهم في مشروعات التنمية بمصر منذ أربعين عامًا». ولفت معاليه الانتباه إلى أن إجمالي ما خصص لجمهورية مصر العربية عن طريق الصندوق السعودي للتنمية من قروض ومنح نحو 12 مليار ريال سعودي، خصصت لتمويل 51 مشروعًا تنمويًا شملت قطاعات الصحة والتعليم والإسكان والنقل والزراعة والمياه والكهرباء. واختتم معاليه بالقول: «إننا جميعا نعتز بما تحقق من تعاون مثمر بناء بين بلدينا عزز الروابط بين شعبينا، كما أن الإعلان يوم الجمعة الماضي عن توقيع اتفاقية الحدود وإنشاء جسر الملك سلمان بن عبد العزيز الذي سيربط العالم العربي في آسيا مع بقيته في إفريقيا ستكون له آثار اقتصادية واستراتيجية في غاية الأهمية». وعدّ معالي وزير التعليم العالي والبحث العمي المصري الدكتور أشرف الشيحي من جانبه، مشروع تطوير مستشفى قصر العيني بجامعة القاهرة أحد ثمار الزيارة التاريخية الناجحة التي يقوم بها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود - حفظه الله - إلى بلده الثاني مصر، فضلاً عن وضع حجر الأساس لجامعة حديثة متطورة هي جامعة الملك سلمان بمدينة الطور بجنوب سيناء لتكون منارة علمية تعليمية بحثية متطورة وبداية تنمية عمرانية حقيقية على أرض سيناء. وأشار الشيحي إلى أن هذه الزيارة تظهر طبيعة وأهمية وخصوصية العلاقة بين البلدين الشقيقين وتوجه رسالة للعالم كله بمدى قوة ومتانة العلاقة الخاصة التكاملية التاريخية المصيرية بين البلدين والشعبين الشقيقين، كما تؤكد هذه الزيارة الشراكة الاستراتيجية التكاملية بين مصر والمملكة بشكل يليق بطموحات وتطلعات شعبي البلدين، وذلك بفضل رؤية ثاقبة وحكمة سياسية بالغة يتمتع بها قائدا البلدين اللذين يحملان هموم الأمة العربية وآمالها. وأوضح أن مشروع تطوير مستشفى قصر العيني بجامعة القاهرة يشمل وحدات الرعاية المركزة والطوارئ والأقسام المختلفة فضلاً عن تزويد المستشفى بالمعدات الطبية الحديثة اللازمة وإنشاء أقسام ووحدات تخصصية جديدة في شتى التخصصات عبر ست مراحل للتطوير لإنشاء ستة مستشفيات تخصصية عصرية متطورة تقدم خدماتها بالمجان للمواطنين المصريين، مبينًا أن هذه المستشفيات يتم تمويلها بقرض ميسر مقدم من الصندوق السعودي للتنمية. وأفاد معالي الدكتور الشيحي بأن هذا المشروع يهدف إلى تطوير كامل لنظام مؤسسي وإداري حديث ضمن منظومة لتحسين إدارة المخلفات وترشيد استهلاك الطاقة واستخدام مصادر طاقة نظيفة لتتحول المستشفى إلى مجموعة من المستشفيات التخصصية العصرية صديقة البيئة. وأعرب الوزير المصري عن الشكر والتقدير لخادم الحرمين الشريفين على هذا العمل الإنساني الذي سيكون له أطيب الأثر على حياة ملايين المرضى المترددين على مستشفى قصر العيني سنويًا، متمنيًا للملك سلمان بن عبد العزيز، موفور الصحة والعافية ودوام التوفيق والسداد لما فيه خير الأوطان والأمة العربية والإنسانية جمعاء، وأن يديم الله ما بين مصر والمملكة وشعبي البلدين من أواصر المودة والتعاون وأن يبقي البلدين الشقيقين دائمًا حصن الأمان والسلام وجناحي التنمية والرخاء للعرب والمسلمين في كل مكان. وقال رئيس جامعة القاهرة الدكتور جابر نصّار، إن العلاقات المصرية السعوديةلاقة متميزة منذ عهد الملك المؤسس عبد العزيز آل سعود، مثمنًا مواقف المملكة تجاه مصر وشعبها الذي لن ينسى هذه المواقف المضيئة في تاريخ ملوك المملكة العربية السعودية في ظل ظروف بالغة الصعوبة. وأبان نصّار أن زيارة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز إلى مصر ليست زيارة عادية وإنما زيارة ملك أحبه المصريون، كما أحب المصريون المملكة بوصفها مهبط الوحي وحارسة الإسلام ومقدم يد العون إلى أشقائها وإلى العالم الإسلامي والعالم أجمع. وعبّر رئيس جامعة القاهرة عن شكره وتقديره لخادم الحرمين الشريفين الذي تبنى مشروع تطوير مستشفى قصر العيني بجامعة القاهرة، عاداً المشروع تطورًا تاريخيًا ونوعيًا لمستشفى الذي سيحدث نقلة نوعية في تقديم الخدمات الصحية لجميع المصريين. فيما استعرض عميد كلية الطب بجامعة القاهرة الدكتور فتحي خضير، العلاقات التاريخية بين المملكة العربية السعودية ومستشفى قصر العيني الذي تم افتتاحه عام 1936م، مشيرًا إلى زيارة الملك المؤسس عبد العزيز بن عبد الرحمن آل سعود - رحمه الله - إلى المستشفى عام 1946م، ودعم الملك فهد بن عبدالعزيز - رحمه الله - لبناء مستشفى باسمه عام 1989م، وبداية البعثة التعليمية السعودية إلى مصر 1928م، فضًلا عن تبرع والدة صاحب السمو الملكي الأمير بندر بن سلطان بإحلال وتجديد وحدة الأطفال المبتسرين على أحد التقنيات العلمية خلال العام الجاري. وبيّن خضير أن مشروع تطوير مستشفى قصر العيني بجامعة القاهرة يهدف إلى تحويل المستشفى إلى مستشفيات متخصصة، بالإضافة إلى زيادة الطاقة الاستيعابية للمستشفى، وإدارة مخلفات المستشفى التي تصل إلى 300 طن في الشهر وتحويلها إلى طاقة لتشغيل المستشفى إلى جانب استغلال الطاقة الشمسية في تشغيلها. عقب ذلك، وضع معالي وزير المالية الدكتور إبراهيم بن عبدالعزيز العساف حجر الأساس للمشروع يشاركه معالي وزيرة التعاون الدولي في مصر الدكتورة سحر نصر ومعالي وزير التعليم العالي والبحث العلمي المصري الدكتور أشرف الشيحي.