ينطلق اليوم التاسع عشر من مارس المعرض الشخصي الجديد في تجارب الفنان أحمد ماطر الذي يُعد أحد أبرز رواد الفنون السعودية المعاصرة التي تجمع بين حداثة سبل التعبير وعمق الفكرة المستلهمة من تراث الوطن وهويته، ويأتي هذا لمعرض الأول للفنان أحمد ماطر في الولاياتالمتحدةالأمريكية، حاملاً عنوان «مدن رمزية» يعتبره الفنان ماطر انطلاقة للتحضير لمشروعه الفني القادم عن «تأثير نجد في تحولات الحياة السعودية الحديثة»، ويأتي بعد انقطاع لأكثر من أربع سنوات عن المعارض الشخصية، قضاها منغمساً في تحضير مشروعه الفني الضخم «صحراء فاران» الذي رصد ووثق من خلاله التحولات الكبيرة التي تشهدها مكةالمكرمة. يقول الفنان أحمد ماطر إن فكرة المعرض تناقش التحولات في الواقع الاجتماعي والسياسي للمدن الإسلامية، والنقلات الثقافية العنيفة التي شهدتها المجتمعات العربية خصوصاً في دول الجزيرة العربية مستشرفاً حاضر التحول الوطني من الجانب الأهم لمعايشة الإنسان وإحساسه العميق بحجم التغيرات التي أحدثتها الثورات الاقتصادية السابقة في صميم وبنية المجتمع السعودي المعاصر أو ما يُسمى «بيتوبيا المدن الفاضلة». كما يرصد المعرض الذي سيقام في متحف ساكلر أحد متاحف سيميثسونيان في واشنطن العاصمة - التي تُعد المؤسسة البحثية الأكبر في العالم - كامل التجربة الفنية للفنان ماطر والتي تمتد لأكثر من 15 عاماً حيث سيعرض فيه 30 عملاً فنياً متنوعاً بالإضافة إلى أعمال جديدة تعرض لأول مرة، تحت إشراف المقيمة الخاصة بفنون الشرق الأوسط وشمال أفريقيا في متاحف سيميثسونيان كارول هاه. تتنوع المعروضات في عدة وسائط من التجهيز في الفراغ وفن الفيديو آرت والتصوير الفوتغرافي وعدة وسائط تجريبية أخرى. وسيصاحب المعرض الذي يستمر لستة أشهر العديد من الفعاليات والحلقات النقاشية منها: حلقة نقاش في مؤسسة كارينجي للسلام الدولي، يديرها نائب رئيس معهد الشرق الأوسط في المؤسسة. كما ستستضيف كلية الفنون والتصميم في جامعة جورج واشنطن حلقة نقاش حول تجربة ماطر الفنية وحوار مع الفنان. وستستضيف إحدى قاعات الكونجرس الأمريكي حلقة نقاشية مع الفنان ماطر عن أعماله الفنية والتغييرات الاجتماعية والثقافية في المملكة العربية السعودية. كما ستشارك مؤسسة عاصفة الصحراء الفنية الإماراتية في ليلة تقدم فيها ثقافة الأصوات والأهازيج الشعبية في شبه الجزيرة العربية وأداء موسيقى الصحراء، ومحادثة مع الفنانين. الفنان أحمد ماطر يُعد أول من أسس مجموعة تُعنى بتطوير الفن أداءً ومفهوماً لا ينفصل عن واقعه بقدر ما ينقله بصورة جديدة إلى أعين العالم، وكان من أبرز أعماله في بداية انطلاقته العمل الذي يمثّل تحولات البترول على الإنسان في حال عدم التعامل معه بما يفيد فقد يكون أداة قتل، وكذلك عمل المغناطيس الذي يمثّل كيف تجذب مكةالمكرمة المسلمين من كل أنحاء العالم.