اطلعت في جريدة الجزيرة بعددها الصادر في 9-5-1439ه على مقال للأستاذ محمود (بن) أحمد منشي عنوانه (بر الوالدين يزيد في العمر ويبارك في الرزق) فأوحى لي بهذا الموضوع الذي كانت نفسي تراودني في الكتابة فيه مرة أخرى بعد أن كتبت فيه قليلاً. الآيات كثيرة في الحث على بر الوالدين، وكذلك الأحاديث، وبر الوالدين في حياتهما معروف (وقليل فاعله)، أما بعد موتهما فهو أقل من القليل ومنه عدم ذكرهما عند ما يذكر الكثيرون والكثيرات أسماءهم وأسماءهن في مجلس أو ندوة أو جريدة، إنهم (يشطبون) على أسماء آبائهم وإنهن (يشطبن) على أسماء آبائهن بجرة قلم! لماذا؟ لا أدري. يجب علينا - يا إخوان- ويا سادة يا كرام ويا أخوات ويا سادات كريمات أن نذكر أسماء آبائنا كلما كتبنا أسماءنا أو تكلمنا بها. البارّون بآبائهم - في هذا- كثيرون: لعل منهم: - عبدالله بن محمد بن خميس رحمه الله/ العمارية - محمد بن ناصر العبودي/ بريدة - محمد (بن) عبدالله بن عوين/ الخرج - حمد بن عبدالله القاضي/ عنيزة - عبدالرحمن الصالح (بن صالح) الشبيلي/ عنيزة - عبدالعزيز بن عبدالرحمن بن خريف/ حريملاء - حماد بن حامد السالمي/ الطائف المأنوس - كاتب هذه السطور/ البير - د. محمد بن سعد الشويعر/ شقراء - د. إبراهيم بن عبدالرحمن التركي/ عنيزة - محمد (بن) علي قدس - د. حسن بن فهد الهويمل (بريدة) - وغيرهم.. ومن البنات: - د. دلال بنت مخلد الحربي - هدى بنت فهد المعجل - د. نوف بنت محمد الزير - د. شريفة بنت محمد العبودي، وأختها - منسوبات جامعة نورة - وغيرهن.. أما الذين أهملوا آباءهم ونسوهم وألغوهم من الوجود فكثيرون جداً، لا أريد أن أحرجهم بذكر أسمائهم، ولكنهم يعرفون أنفسهم، وإني لأعجب كيف لا يشعرون بالذنب تجاه آبائهم الذين ربوهم وعلموهم وشقوا لهم طريق الحياة، إن هذا لأعجب العجاب. وما قلته عن الرجال ينطبق على النساء والبنات، فبعض الكاتبات ألغين بجرّة قلم أسماء آبائهن، وَنَسْيناهم، وجعلن الناس ينسونهم. فهذه فلانة بنت الشيخ فلان ابن .....، وابنة أخيها فلانة بنت فلان بن الشيخ فلان، تركتا اسمي أبيهما في كل ما تكتبان، والمفروض أن تفتخرا بذكرهما براً بهما رحمهما الله. وغيرهما كثير. المبالغة في الثناء أثنى أحدهم على أحد الرحالة فقال عنه (ما ندّ عنه شبر من الأرض إلا وطئه) (والشبر أقل من 15 سنتيمتراً)، وقال أيضاً: (الذي لم يترك زاوية من العالم - فضلاً عن دولة ومملكة- إلا وطئتها قدماه).