تعليقاً على الخبر الذي جاء في الصفحة 6 من عدد يوم الاحد 28 فبراير 2016م حول استدراج الشهيد بإذن الله بدر الرشيدي يرحمه الله كيف استطاعت الجماعات الضالة أن تجرد أبناءنا من وطنيتهم وانتمائهم ومشاعرهم بادعاءات كاذبة ومغالطة وفاسدة يغيب عنها المنطق والمعقول. وكيف لها إعادة برمجة عقولهم وأخلاقهم لتختلط عندهم المفاهيم بين الخير والشر في أبسط أشكاله. وكيف انها استحوذت على انفسهم وارواحهم فتبصقهم متى ما انتهت منهم في حزام ناسف لا يرحم طفولتهم ولا براءتهم ولا سذاجتهم. وهذا ما يؤلم أنهم أطفال قراراتهم لا تخرج عن مشاغبة طفولة وحماقة مراهقة، ولكن ثمنها باهظ جداً من دم شهدائنا وأرواح أبنائنا. جماعات لا تملك النفوذ ولا الامكانيات الجبارة ولكنها امتلكت الذكاء العقلي ووظفته بمهارة وجرأة.. لكن ما الذي يجعل ابناءنا ينبهرون بتوهج كلامهم وانقيادهم والاستسلام لهم وتسليم ارواحهم مهما كان الثمن الذي يدفعوه.؟؟ الأسباب كثيرة وعديدة جعلتهم أرضاً خصبة لزراعة مثل هذه الأفكار والأفعال الضالة.. الفراغ.. الانبهار بالشخصية القيادية.. الاهتمام بالقشور الدينية.. وغيرها مما تعددت وسبب لفت نظري في الشخصية الانتحاريين انهم لا يتفكروا ولا يتدبروا قراراتهم جيداً قبل اتخاذها او التي يتخذها اولياؤهم عنهم . ثقافة المجادلة الهادفة وابداء الرأي تكون معدومة عندنا مع الاولياء والمعلمين والكبار . فقط الانقياد لتلك القرارات وانجذابهم لبريق كلامها الرنان دون ان يروا حقيقتها. فتأتي هذه الجماعات توفر هذه الميزة الى ان تستملكهم وتشد حبال الموت عليهم حتى اذا ما لاحظوا اخطاء الجماعة لا يستطيعون ان يفلتوا من شرك حبالها وبطشها الاثم عليهم فيا ليت نُحْيي ثقافة التفكر والتدبر وحرية الراي في محيط الاهل والابناء والاحباب فستنتشر هذه الثقافة تلقائيا في مجتمعنا ومحيطنا الخارجي.. ونفتح بها عيون ابنائنا قبل أن يفتحها من لا يرحمها.. كما قال عز وجل {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلاَ تَتَفَكَّرُونَ}- الانعام. رحم الله كل قطرة دم ذهبت فداء لله ثم الوطن، ورزق والديهم الصبر فيكفيهم شرفاً وفخرا الشهادة. والجم قلوب اهل المنتحر صبراً ليس بعده صبر وكان الله في عونهم.