أخيرا وبعد مفاوضات شاقة، وصلت في الساعات الأولى من فجر أمس الأربعاء، مراكب الصيد التونسية التي احتجزت في ميناءي الزاوية وطرابلس بليبيا إلى ميناء جرجيس بعد ان كان خفر السواحل الليبية قد أوقفها بتهمة الصيد في المياه الليبية. وكان على متن مراكب الصيد 76 بحارا بعد أن تم الافراج عنهم الثلاثاء، وعلى خلفية تردي الأوضاع المهنية دخل البحارة في اضراب عن العمل مطالبين بتحسين ظروفهم المهنية وبإيجاد حلول في الحدود البحرية وانشاء مصائد مشتركة مع الشقيقة ليبيا وفقا لما صرح به رئيس الشبكة التونسية للصيد التقليدي المستديم . وعلى اثر هذه الحادثة التي ما فتئت تتكرر منذ الثورة الليبية، دعا الاتحاد التونسي للفلاحة والصيد البحري، جميع البحارة التونسيين إلى عدم المجازفة بالدخول إلى المياه الاقليمية الليبية خاصة في مثل هذه الظروف الامنية الصعبة التي يمر بها هذا البلد الشقيق، منبها إلى الاخطار التي يمكن أن تحدق بهم في حال اختراق المجال البحري الليبي. كما أعرب الاتحاد عن تقديره للجهود والمساعي التي بذلتها السلطات التونسية وخاصة وزارات الخارجية والدفاع الوطني والداخلية والفلاحة إلى جانب مكونات المجتمع المدني، محييا تحركات هياكله القاعدية والجهوية والمركزية التي تابعت أوضاع البحارة التونسيين. وقد تنفست عائلات البحارة العائدين من الحجز بليبيا، الصعداء بعد ان أمضوا أياما عصيبة في ظل تواتر الأنباء عن توجيه التحالف الغربي لضربة عسكرية لمعاقل تنظيم داعش بليبيا، مما من شأنه تعريض حياة كافة التونسيين الموجودين بالأراضي الليبية إلى خطر الموت. وكان رئيس الحكومة الحبيب الصيد وفي إطار جهوده الرامية الى تنسيق اجراءات حماية التونسيين وممتلكاتهم من تداعيات ضربة عسكرية محتملة على الجارة ليبيا، قد تحادث مع خميس الجهيناوي وزير الشؤون الخارجية الذي سلمه رسالة من الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة ضمنها توافق الموقف الجزائري مع الموقف التونسي ورفض كافة أشكال التدخل الأجنبي في الجارة ليبيا.