يحرص أهالي محافظة وادي الدواسر مع ميل أجواء المناخ إلى البرودة على إشعال قطع من الحطب في (المشب) الذي يتصدر المجالس الأسرية؛ فيجتمع الحضور حول «شبة النار» التي تمنح المكان الدفء، وتحلو معها أحاديث الذكريات. وعُرفت شبة النار منذ القدم رمزاً للكرم والسخاء عند العرب، ويطلق عليها بالعامية (شبة الضو)، ولها شعور جميل، يسكن الروح التي تتنفس النسمة الدافئة؛ لتلهب معها قريحة الجالسين، فينثروا في المكان شعراً، يتدفق من أحاسيس ارتوت بالدفء المتغلغل في شرايين الجسم البارد. ويزدان السهر مع «شبة الضو» في دجى الليل البارد والجميع يحتسون القهوة والمشروبات الساخنة الأخرى، كالشاي المعتّق والزنجبيل والكرك. ويقول تركي الدوسري: إن شبة النار إرث قديم معروف في جميع مناطق المملكة، ويستقبل صاحب الدار ضيوفه حولها كرمز من رموز الضيافة العربية الأصيلة؛ إذ يعمد كثير من الناس إلى إعداد القهوة عليها، وتقديم الطيب من على جمرها. وشبة النار هي متعة الشتاء.