دشّن جلالة الملك محمد السادس عاهل المغرب، يوم الخميس الماضي المرحلة الأولى من أكبر مركّب شمسي لإنتاج الكهرباء على المستوى العالمي (المحطة الكهربائية «نور1») وذلك بالقرب من مدينة وارزازات بالمغرب. وبلغت استثمارات المشروع مبلغاً وقدره 840 مليون دولار، ولتولّيد أكثر من 160 ميغا وات، وذلك بحضور عدد من المسؤولين إلى جانب شخصيات بارزة من عدد من البلدان من بينها وفد رفيع المستوى من السعودية يتقدّمه السيد محمد أبو نيان رئيس مجلس إدارة شركة «أكوا باور» المشرفة على المشروع. وأعرب السيد محمد أبو نيان رئيس مجلس إدارة أكوا باور، الشركة المنفذة للمشروع، بان تشريف جلالة الملك محمد السادس، يمثل احتفالاً ودلالة كبيرة على مكانة المشروع وأهميته، وأضاف:» بفضل هذا المشروع العملي منذ اليوم، يكون المغرب قد حقق رؤيته المتمثلة في استعمال موارده الشمسية والريحية الهائلة لتوليد الكهرباء الخضراء». وأكد أبو نيان، أنّ المشروع يكتسي أهمية خاصة بالنسبة ل»أكوا باور» كونه أول مشروع جديد في مجال الطاقات المتجدّدة، وكذلك أول مشروع حطّمنا فيه رقما قياسيا عالميا في مجال التسعيرة الخاص بهذه التكنولوجيا المهمة le CSP» من جهته، أكد السيد بادي بادماناثان، الرئيس التنفيذي للشركة المنفذة، أنهم بذلك يحققون أعظم الانجازات للطاقة الشمسية على المستوى العالمي، معتبرا أن المغرب عن حقّ سباقا في التعرّف على واقع التغيرات المناخية، وفي نهجه الاستباقي لاستيعابها بتبنيه نشر الطاقات المتجدّدة على مستوى واسع باستغلاله للرياح والطاقة الهيدرو-كهربائية وما تختزنه بقاع الصحراء من إمكانيات الطاقة الشمسية، متحوّلا بذلك من بلد يستورد اليوم مجمل طاقته تقريبا، وخاصة منها الوقود الأحفوري الآتي من الخارج، ومبرهنا على ريادة عالمية متميّزة. هذا وتغطّي المرايا القطعية مساحة تعادل 35 ملعبا لكرة القدم، كما أنّها مرايا متحركة من أجل تتبع والتقاط الشمس تلقائيا طوال اليوم، حيث يبلغ طول كل مرآة 12 مترا، وترتبط بخط أنابيب حديدي قادر على نقل الحرارة (HTF) تحت 393 درجة مئوية قبل حقنها في محرك حراري حيث تمتزج مع الماء لتوليد البخار الذي يشغّل توربينات توليد الطاقة. ويتكون HTF (محلول نقل الحرارة) من محلول زيت حراري اصطناعي يتم ضخه نحو خزان الحرارة الذي يحتوي على الأملاح المنصهرة والتي تمكّن من تخزين الطاقة الحرارية لمدة ثلاث ساعات ممّا يسمح للمحطة بالاستمرار في تزويد المنازل بالكهرباء حتّى مع حلول الليل. وقال بادماناثان، بأنه يُرتقب من المراحل اللاحقة من تطوير المشروع توفير الكهرباء لمدّة 20 ساعة في اليوم، مشيرا إلى أن نور 1 هو المرحلة الأولى من مشروع CSP لوارزازات من 580 ميغا وات والذي سيزوّد الشبكة الكهربائية المغربية. وقال أن المغرب يلتزم بتوليد 42 في المئة من حاجاته للكهرباء انطلاقا من الطاقات المتجدّدة في أفق 2020، و52 في المئة في أفق 2030. ويُعتبر المشروع جزءا من المخطط الشمسي المغربي الذي يسعى لتطوير خمس مركّبات شمسية بسعة من حوالي 2 جيغا وات في أفق 2020 جوابا على الطلب المتزايد للطاقة بالمغرب، حيث تمّ إنجاز المشروع حسب مخطط «بوت»BOOT (build, own, operate and transfer أي البناء والملكية و الاستغلال والتحويل( ، وهو مشروع تمّ تطويره من طرف «أكوا باور» وارزازات، التي تجمع بين «أكوا باور» والوكالة المغربية للطاقة الشمسيةMASEM ويسعى هذا المركّب، الذي تمّ تطويره على أربع مراحل، إلى حقن 580 ميغا وات من الكهرباء في الشبكة الكهربائية، أي بسعة كافية لحاجيات مليون منزل، حسب المعلومات التي قدّمتها الوكالة المغربية للطاقة الشمسية عند انطلاق المشروع. من جهته، عبّر الوفد السعودي عن سعادته بحضور حفل التدشين المتميّز، منوّها بدور «أكوا باور» في إنجازه وتتميمه. وقد عملت الشركة السعودية، المطوّرة والمستثمرة والمنفّدة للمشاريع الكهربائية وتحلية المياه، «أكوا باور» والمتواجدة في 12 بلدا، على إنجاز هذا المشروع في شكل «بوت» BOOT، وفي إطار اتّحاد يجمع بين الوكالة المغربية للطاقة الشمسية و Ariesو TSK. أمّا الاستغلال والصيانة فسيتكفّل بهما اتّحاد يجمع بين «نوماك» NOMAC ، وهي مملوكة ل»أكوا باور» والوكالة المغربية للطاقة الشمسية. يذكر أن شركة أكوا باور، تعد المطوّر والمستثمر والمالك المشترك والمشغّل لمجموعة من المحطات الكهربائية ووحدات تحلية المياه، وهي حاضرة في إثني عشر دولة، في كل من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وكذا في جنوب إفريقيا وجنوب شرق آسيا، وتتجاوز قيمة استثمارات أكوا باور 30،5 مليار دولار، كما تبلغ سعتها الإنتاجية من الكهرباء 21،5 جيجاوات، كما لها قدرة تحلية 2.5 مليون متر مكعب من المياه يومياً. وهي تموّن المصالح العمومية الوطنية كما تموّن زبنائها الصناعيين الكبار على أساس عقود طويلة الأمد، وشراكات بين القطاعين العام والخاص، وعقود امتياز أو أيضا التدبير المفوّض للمصالح العمومية. وشركة «أكوا باور» التي يوجد مقرّها الاجتماعي في السعودية هي مملوكة لثمان شركات سعودية هي سنابل للاستثمار المباشر (المملوكة لصندوق الاستثمارات العامة بالمملكة بالعربية السعودية)، وصندوق معاشات التقاعد، ومؤسسة التمويل الدولية (SFI مجموعة البنك الدولي). وتأخذ شركة ‹أكوا باور› على عاتقها تحقيق مهمتها المتمثّلة في توفير الكهرباء والمياه المحلاة بشكلٍ موثوقٍ وبأقل تكلفةٍ ممكنةٍ مع الحرص على الإدماج الصناعي المحلي، وتشجيع خلق مناصب شغل مساهمة بذلك في التنمية الاجتماعية والاقتصادية للجماعات والبلدان التي تستثمر فيها المجموعة وتصاحبها.