أكدت المملكة وفرنسا على مواقفهما الثابتة من القضايا في كل من سوريا واليمن والعراق وليبيا، وموضوع الصواريخ البالستية التي تصنعها إيران. جاء ذلك خلال مؤتمر صحفي مشترك لوزير الخارجية عادل الجبير ووزير خارجية فرنسا لوران فايبوس، والذي أكدا فيه متانة العلاقات بين البلدين وصداقتهما من خلال تعاون مشترك في القضايا السياسية والاقتصادية والتعليمية والاجتماعية... كما أكدا أن هناك اجتماعاً هاماً في مارس القادم سوف يعقد لبحث تطوير التعاون بين المملكة وفرنسا وتوقيع عدد من الاتفاقيات. كلمة الجبير وقد ألقى معالي وزير الخارجية عادل الجبير كلمة رحب فيها بالوزير الفرنسي، وقال الجبير: إن وزير خارجية فرنسا اجتمع بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وبحث معه مجمل القضايا في المنطقة، كما تم بحث المواضيع بتوسع مع معالي الوزير الفرنسي لتطوير العلاقات وتعزيزه بين البلدين في كافة المجالات.. وقد عبرنا عن سرورنا بتطوير هذه العلاقات وتناميها بين المملكة وفرنسا من خلال التقدم في المجالات السياسية والأمنية والاجتماعية والتعليمية.. ومسيرة اللجنة السعودية الفرنسية التي يترأسها من الجانب السعودي صاحب السمو الملكي الأمير/ محمد بن سلمان ولي ولي العهد وزير الدفاع، ومن الجانب الفرنسي وزير الخارجية.. كما تم بحث الأوضاع الإقليمية مع الوزير الفرنسي مثل القضية الفلسطينية، وبحثنا إيجاد حل لاستمرار المفاوضات لإيجاد حل عاجل ينهي معاناة الفلسطينيين. بحثنا الأوضاع في سوريا وكيفية تطبيق مبادرات جنيف (1) وما تم الاتفاق عليه في اجتماعات فيينا والأممالمتحدة.. كما تطرق الاجتماع والمناقشات إلى موضوع المفاوضات التي تجرى بشأن الأوضاع في سوريا بين المعارضة والنظام... والأوضاع في اليمن، وبحثنا موضوع الإرهاب بشكل عام.. كما تم بحث موضوع مهم جداً وهو موضوع التحالف الإسلامي العسكري لمواجهة الإرهاب في الدول الإسلامية.. وما تم التوصل إليه في مجال هذا التحالف. وقال الجبير بأنه تم بحث موضوع التدخلات الإيرانية في المنطقة وتأثيرها السلبي على ما يجري في البلدان. كلمة وزير خارجية فرنسا بعد ذلك ألقى معالي وزير خارجية فرنسا السيد/ لوران فايبوس كلمة رحب فيها بوسائل الإعلام الموجودة، وقال جئت إلى بلد صديق نعتز بعلاقاتنا مع المملكة.. وهناك زيارات متبادلة بين البلدين، وقد التقيت بخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان والقيادات السعودية وبحثنا معهم عددا من القضايا الهامة في المنطقة، وسوف أناقش مع ولي ولي العهد بعد اجتماعي مع الوزراء في المملكة هذه القضايا وهذه العلاقات..كما تم تناول عدد من القضايا مع وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، واتفقنا مع المملكة على العديد من وجهات النظر في المجال السياسي والاقتصادي حيال هذه القضايا التي تدور في الوطن العربي. وقد أكد الوزير الفرنسي أن المملكة وفرنسا قطعتا شوطاً من الاتفاقيات الاقتصادية، وسوف نعقد في مارس القادم اجتماعاً مهما لعقد هذا المؤتمر الذي سوف يبحث جوانب مهمة في علاقات البلدين واتفاقيات جديدة، وعلينا أن نتقدم معاً في العديد من التعاون. وأضاف الوزير الفرنسي: أننا تناولنا الوضع السياسي في المنطقة، ونحن نلاحظ بأن هناك انعداما في الاستقرار في المنطقة، وفرنسا قلقة من ذلك وتراقب كل ذلك، وتعمل على إيجاد حل لهذه القضايا، ونحن نعمل من أجل السلام وسنبذل قصارى جهدنا لهذا التصعيد في المنطقة ما بين عدد من الدول وخاصة سوريا ونحن نرحب بالاتفاق الليبي من أجل الأمن وعدم توسع داعش في ليبيا. وحول سوريا، قال: نحن مع المملكة في رؤيتها لهذه القضية في إطار مجلس الأمن واجتماعات فيينا.. لقد تبادلنا الآراء حول موضوع اليمن واتفقنا على تنفيذ قرار الأممالمتحدة (216) كما تم بحث مكافحة الإرهاب الذي يتفشى في العالم، وتطرقنا إلى موضوع إيران على ضوء تطبيق اتفاق يوليو 2015م والرئيس الإيراني سوف يزور فرنسا خلال الأسبوع المقبل، ونحن حريصون على عدم انتشار السلاح النووي، ونحن نتطلع إلى احترام كل دولة في المنطقة لسيادتها وعدم التدخل في شؤونها، وبذل الجهود وعدم تغذية النزاعات والعودة إلى السلام والاستقرار والأمن في هذه المنطقة. وأضاف الوزير الفرنسي، بأنني حملت رسالة صداقة إلى خادم الحرمين الشريفين من الرئيس الفرنسي والشعب الفرنسي تتعلق بعلاقات البلدين والصداقة القوية والمتميزة بحيث نعمل معاً للسلم العالمي. وقال بأن المملكة وفرنسا مهتمتان بالقضية الفلسطينية ووضع حل عاجل ومستديم لهذه القضية وهذا النزاع، موضحاً بأن هذه المشكلة هي مشكلة خطيرة على العالم ولابد من حلها، وموقف فرنسا واضح ما من سلام بدون عدالة، من هنا يجب أن نعمل على إيجاد حل يحقق العدالة للشعب الفلسطيني. وحول سؤال لوزير الخارجية الفرنسي عن موقف فرنسا من الاتفاق النووي مع إيران، قال: المجتمع الدولي قال كلمته.. ولنا موقف حازم من النووي الإيراني وهذا الاتفاق هو اتفاق تم بمعرفة وعلم الدول المتخوفة من إيران.. ولكننا حتى لو تم توقيع الاتفاق وفك الحصار على إيران ستبقى إيران تحت المراقبة ويقظة الدول، وعلينا أن نكون ساهرين ومتيقظين.. تجارب الصواريخ الإيرانية لا علاقة لها بالاتفاق الأخير، ولكن هذه التجارب التي أطلقتها إيران سيكون لها ردة فعل عالمية، وسيكون لها عقوبات وتدابير من قبل المجتمع الدولي، وسيعاد النظر في هذه العقوبات إذا تمادت إيران في صنع هذه الصواريخ. وقال الوزير الجبير بأن المعارضة السورية هي من تحدد من يمثلها في المفاوضات، ولا يجوز لأي أحد أن يفرض أشخاصا على القوى المعارضة، هي من تقرر الأشخاص. وقال الوزير الفرنسي: يجب أن يتوقف القصف على المواطنين والنساء والأطفال، ويجب أن يفك الحصار عن الجوعى فهو لا يجوز.. مشيراً إلى أن مؤتمر الرياض نجح بامتياز، واستطاعت المملكة جمع جميع أطياف المعارضة في الداخل والخارج وهو جهد يقدر للمملكة وعلينا أن نسانده.