أكد عضو مجلس المنظمة الدولية للطيران المدني ورئيس الطيران المدني السابق، الدكتور حمدي شوق أن صناعة النقل الجوي على مستوى العالم تشهد تحديات مستمرة منذ انتشار شركات الطيران المدني قبل أربعة عقود، مبينا أن هذه التحديات أدت إلى إعادة هيكلة واسعة لمعظم الشركات العالمية. مضيفا أن بعض الناقلات في العالم كان عن طريق الشراكة بين الدولة والقطاع الخاص، والبعض الآخر يكون عبر القطاع الخاص بالكامل لتوفير المرونة المطلوبة للتعامل مع معطيات السوق، وعوامل العرض والطلب التي تحكم العمليات الاقتصادية في كافة التعاملات التجارية والخدمية. وأشار الخبير في صناعة الطيران الدولي إلى أهمية التطور الذي تشهده الخطوط السعودية من خلال إطلاق برنامج التحول 2020 والذي يتضمن مشاريع التخصيص وإعادة الهيكلة، موضحا أنه مواكب للتطورات والتحولات التي تمر بها صناعة النقل الجوي عالميا، وقال إن برنامج التحول «sv 2020 السعودية» يعتبر ضرورة لاستعادة الخطوط السعودية ريادتها في أهم الصناعات الخدمية في العصر الحديث. وقال الدكتور شوقي إن الخطوط السعودية تشهد مرحلة مهمة في مجال تحديث أنظمتها وطائراتها، وهي تحتاج إلى الاستكمال، لتعزيز مكانة المؤسسة بين دول العالم وبحكم أن المملكة تعتبر من أكبر دول المنطقة، ولذلك عليها عبء أكبر في سرعة تنفيذ الاستراتيجية، وتحقيق نهضة كبيرة في أسطولها وأنظمتها وبرامجها المتنوعة خاصة فيما يتعلق بالأيدي العاملة فيها والهياكل الإدارية، مع التنافس الحالي والمستقبلي في شركات الطيران المدني. وأكد رئيس هيئة الطيران المدني السابق في لبنان أنه بعد استكمال أي خطة لابد من انعكاس إيجابي لهذه الخطة على العملاء، مبينا أن العميل سيلمس التغيرات المتوقعة من خلال الخدمة المقدمة له وكذلك توافر المقاعد المطلوبة. وشدد الخبير الدولي على أن الخطوط السعودية تعتبر من أكبر خطوط الطيران في المنطقة، كما أنها عنصر أساس في اقتصاد الدولة ونجاحها يعتبر نجاحا للاقتصاد، كون كثير من القطاعات تعول على وجود طيران منافس ووفق معايير عالمية، وبخدمات تنافسية تواكب حجم ومكانة المملكة السياسية والاقتصادية. وأشاد عضو المنظمة الدولية للطيران المدني بخطوات توسيع السعة المقعدية للخطوط السعودية من خلال شراء الطائرات وتغيير مسمى العميل إلى ضيف وتطوير الخدمات، مؤكدا في الوقت ذاته على أهمية التطوير الشامل والذي يشمل الخدمة في الطائرة نفسها، وفي المطارات، وفي شراء التذاكر، فالعملية تكاملية، ولابد من تكامل الخدمات وبجودة عالية، وبشمولية لكافة الخدمات وعناصرها والأذرع الأساسية لتنفيذ الخطة. يذكر أن الخطوط الجوية السعودية تشهد مرحلة جديدة في التحول, حيث أطلقت خطتها الجديدة رحلة السعودية 2020 وبرنامج التحول بمجالاته المختلفة من أجل تحقيق التحول الجذري في مستوى الأداء والخدمات ومواجهة المنافسة على المستويين الإقليمي والدولي والمتغيرات المتسارعة في صناعة النقل الجوي. وتتمحور الإستراتيجية الجديدة للمؤسسة حول العنصر البشري السعودي، حيث عززت الخطوط السعودية محتوى برنامج التنفيذي للتحول الموجه نحو قطاعات المؤسسة، بإشراف ومتابعة المدير العام للخطوط السعودية المهندس صالح الجاسر، ويهدف البرنامج إلى تأسيس ثقافة مهنية جديدة، عبر بناء خدمات ربحية جديدة توفر للعملاء قيمة حقيقية ومضافة من خلال وضع الجمهور في صلب كافة العمليات، وتحسين طرق إدارة الأداء في كل مساحات العمل عبر التدريب وتطوير النظم، والدفع في اتجاه إعادة الهيكلة وفق قواعد واضحة للمسؤولية المرتبطة بالأهداف العليا للشركة, وتطوير وتحسين أساليب العمل استناداً إلى الأدوات الإلكترونية. وكان مدير عام الخطوط الجوية السعودية المهندس صالح الجاسر قد أكد في خطاب التغيير الداخلي الموجه لموظفي الخطوط السعودية عبر الشبكات الداخلية في المؤسسة أن قرار مؤسسة الخطوط الجوية العربية السعودية بالبدء في عملية شاملة للتحول الاستراتيجي لا تعني مجرد إحداث تغييرات في النظم الإدارية أو التشغيلية المعمول بها في الوقت الراهن، أو مجرد إجراء بعض التغييرات في الهياكل الوظيفية أو في اشخاص من يقودونها، بل هي سياسة شاملة وعملية تحول مستمرة تقود المؤسسة بكاملها للتطوير. وبين رئيس الخطوط السعودية عبر برنامج التحول 2020 الموجه لمنسوبي الخطوط السعودية «لقد أصبح الهدف الرئيس الذي لا يمكن الاستغناء عنه هو أن تتحول الخطوط السعودية إلى مؤسسة عالمية ذات ثقل حقيقي تستحقه بين شركات الطيران حول العالم، وأن تستعيد مكانتها كأهم ناقل جوي في منطقة الشرق الأوسط، وأن قرار التحول الاستراتيجي كان ضرورة فرضتها مقتضيات الواقع المتطور، ولم تكن المؤسسة تملك رفاهية التأجيل أو رفض التغيير». وقد نجحت السعودية في تنفيذ خططها المرحلية لإعادة الهيكلة الشاملة، بدءا من ضخ دماء جديدة من القيادات المؤهلة، وإصلاح نظم القاعدة الوسطى، باعتبارها جسراً بين القيادات العليا والموظفين، وإطلاق سياسات جديدة للارتقاء بالأداء العام.