تمر السنين ويتجدد الولاء والحب الصادق والوفاء في قلوب الشعب السعودي، ففي هذا اليوم الثامن عشر من شهر ربيع الآخر لعام 1437ه نسعد ونحتفل بذكرى البيعة الأولى لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - ملكاً على البلاد. هذه الذكرى تترجم النموذج الفريد في التعاضد والمحبة والمودة بين القيادة والشعب ودعم الوحدة الوطنية والرفاهية للصالح العام والمشاركة في دفع عجلة التنمية المستدامة لخدمة الوطن الغالي علينا. إن أكثر ما يميز الملك سلمان هو رؤيته المستقبلية الإستراتيجية لقضايا البلاد وتلبية مجمل متطلبات المواطنين والحفاظ على مقدرات ومكتسبات الوطن من خلال منظومة متكاملة أساسها المواطن السعودي صاحب المؤهلات العلمية والعملية لخدمة الوطن ومجتمعه. من خلال التجربة السعودية في الوقت الحاضر بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان شهدت المملكة متغيرات ومنجزات تنموية ،وإنجازات قياسية عملاقة تميزت بالشمولية والتكامل على الصعيد الداخلي، وشهدت حضوراً سياسياً متميزاً في بناء المواقف والتوجهات تجاه القضايا الإقليمية والدولية. هناك نقلة نوعية سعودية في إدارة شؤون الوطن تمثلت في وضع المملكة العربية السعودية في المكانة الدولية التي ترتضيها وتليق بها، حيث انها تشغل حيزاً جديداً مهماً في خارطة الدول العالمية المتقدمة، بسبب تفوق المملكة وقيادتها الحكيمة في صنع القرارات التي تصب في تحقيق «رفاهية الشعب السعودي وحقوقه» وتحقيق العدل والسلام في منطقة الشرق الأوسط. لقد انتهجت سياسة الحزم في صنع القرارات التي تتمثل في شخصية الملك سلمان في تطبيقها بناء على مسيرة الدولة الحديثة التي أسسها الملك عبد العزيز - طيب الله ثراه- وتولى قيادتها أبناؤه الملوك من بعده، وصولاً إلى هذا العهد عهد الإصلاح والتنظيم والتحديث والتطوير الاقتصادي والإداري والعسكري. فقد انطلقت خطوات إعادة النظر في مجال التنمية الاقتصادية والإصلاح الإداري مسرعة في جميع المجالات، ولم تتوقف معطيات خادم الحرمين الشريفين عند ما تم تحقيقه من منجزات عامة خلال عام من توليه قيادة وإدارة البلاد، وما زالت تمضي لتحقيق أهداف البناء، والتطور، والعطاء، ودفع المملكة نحو المزيد من الارتقاء، وتأمين مزيد من الخير والازدهار للمواطن والوطن، فتحققت معدلات نمو قياسية ونوعية أوجدت سلسلة من التطورات والإصلاحات الاقتصادية باستخدام الخطط التي انطوت على كثير من المشاريع الجبارة التنموية، والبرامج الطموحة في مختلف القطاعات، خاصة التعليمية، والصحية والاجتماعية، والصناعية، والأمنية، ما أسهم بشكل كبير في تحسين مستوى المعيشة، ورفع شأن الفرد السعودي، والتقدم العمراني والثقافي. خادم الحرمين الشريفين رسم توجهات الدولة المستقبلية واستحداث الخطط والبرامج الحديثة الجديدة لتحسين الأداء في جميع المرافق الحكومية - ولله الحمد - وسخر كل الإمكانيات ودعمها في توفير البنية المتكاملة لعدد من المشاريع العملاقة والجبارة، والمدن الأخرى الصناعية والاقتصادية والتعليمية بجميع المستويات. هذه كلمات معبرة عن بعض ما تضمنه سجل المسيرة التنموية التي مضى عليها سنة من تولي الملك سلمان زمام إدارة الحكم ،والدعم الفريد المميز. إنه عهد زاهر لسيدي خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان من إنجازات وتقدم وتنمية التي صنعتها رؤيته وفكرته ونهجه الذي يعمل من اجل ارضاء الله سبحانه وتعالى وخدمة دينه ووطنه ومواطنيه. ولا يسعني في هذه المناسبة الغالية علينا إلا أن أسأل الله عزَّ وجل أن يحفظ لنا قائد مسيرتنا خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز ويمتعه بدوام الصحة والعافية، وفق الله خادم الحرمين الشريفين في سعيه المستمر لرفع شأن المملكة والأمة العربية والإسلامية ، إنه سميع مجيب.