أعلنت شركة السوق المالية السعودية «تداول» أمس، عزمها البدء بإجراءات جاهزيتها لطرح جزء من أسهمها للاكتتاب العام، والمتوقع في 2018 وذلك بعد الحصول على الموافقات اللازمة. مبينة أنها ستعلن عن أحداث جاهزية الاكتتاب بحسب تطورها. ومن المعلوم أن «تداول» تعد الجهة الوحيدة المصرح لها بمزاولة العمل في تداول الأوراق المالية في المملكة، كما تحتل مراكز متقدمة بين الأسواق الناشئة من ناحية السيولة والقيمة المتداولة. وأوضح رئيس مجلس إدارة «تداول» خالد إبراهيم الربيعة، أن السوق المالية السعودية تحتل مراكز متقدمة بين الأسواق الناشئة من ناحية السيولة والقيمة المتداولة ومعدل دوران الأسهم، كما يمثل سوق الأسهم السعودي 51 % من إجمالي القيمة السوقية لأسواق المال الخليجية و79 % من إجمالي القيم المتداولة فيها، مشيرا إلى أن طرح جزء من ملكية الشركة للاكتتاب العام يهدف إلى مسايرة خطة التحول الاقتصادي الوطني لما تمثله تداول من مركز اقتصادي حيوي يخدم قرابة 5 ملايين مستثمر و 80 شركة مالية، و 270 شركة مدرجة وغير مدرجة. وقال الربيعة «إنه منذ تأسيس الشركة عام 2007 فقد عملت على الاستثمار في البنية التحتية للسوق من أنظمة تقنية وكوادر سعودية وذلك بتبني جملة من المبادرات الرئيسية السابقة لعملية الاكتتاب العام وتنويع مصادر دخل الشركة»، مبيناً أن هذه المبادرات تهدف إلى تطوير السوق وزيادة عمقها وذلك من خلال الاستثمار في البنية التحتية للإيداع والمقاصة والتسوية بميزانية تقديرية تتجاوز المليار ريال، إضافة إلى إمكانية إستحداث أسواق موازية وأدوات مالية مختلفة. وأضاف «تعتزم الشركة إطلاق حملة خاصة لتعزيز وعي المستثمرين والجمهور العام بسوق الأسهم السعودية وبالفرص التي تقدمها للمستثمرين من داخل وخارج المملكة»، مفيداً أن هذه المبادرات تعتمد وبشكل كلي على الكوادر الوطنية المؤهلة التي توليها اهتمامها. وأكد رئيس مجلس إدارة «تداول» أن طرح جزء من الشركة للاكتتاب العام هو هدف استراتيجي لتنويع مواردها وتعميق السوق. وحول اختيار توقيت الطرح بعد نحو عامين من الآن، أشار الربيعة في مقابلة مع قناة «العربية» إلى أن هذه الفترة ما قبل الطرح ستشهد تعزيز قدرات الشركة التقنية وتطويرها، بما في ذلك نمو عدد الموظفين من 300 إلى 500 بحلول 2018، لافتاً إلى أن عام 2018 مناسب لتوقيت الطرح واكتمال تعزيز قدرات الشركة تقنيا ووظيفيا. ولفت الربيعة، إلى أن الشركة قدمت دراسات استراتيجية لمجلس الإدارة حول أهمية الطرح، والذي سيخدم «تداول» ويعزز قدرات السوق. وقال «لدينا دراسات توسعية في البنية التحتية كالإيداع والمقاصة والتسوية». يذكر أن «تداول» حققت مؤخراً العديد من أهدافها الاستراتيجية من خلال دعم فتح المجال للمستثمرين الأجانب المؤهلين الذي يسمح بالاستثمار الأجنبي المباشر في السوق المالية السعودية للمرة الأولى في تاريخ المملكة، وتحويل جميع تداولاتها إلى منصة ناسداك X-Stream INET والذي يُعد من أحدث أنظمة التداول التي طورتها شركة NASDAQ المتميز بفعاليته وسرعته في تنفيذ الأوامر بشكل دقيق وآمن وذلك في تداول الأسهم والصكوك والسندات وصناديق المؤشرات، إضافة إلى المشروع المشترك القائم حالياً بين الهيئة و»تداول» لفصل المهام والاختصاصات بينهما وفقاً لأحكام نظام السوق المالية ذات العلاقة، الذي من شأنه أن يفعل دور «تداول» من ممارسة المهام المناطة بها في الإشراف والرقابة على بعض الجهات المتعاملة في السوق المالية. كما شهد السوق المالي السعودي «تداول» منذ 2006 العديد من التغييرات الهيكلية والتنظيمية والإشرافية بغية تطوير السوق والارتقاء به.