في الدوري العام 1397 ظهر نجماً ساطعاً وبرز هدافاً بارعاً، سريع بانطلاقاته وخاصةً عند الهجمات المرتدة، والتي غالباً ما يؤول معها الحال إلى عرقلة واضحة له يكون معها ضربة جزاء إن لم يكن سبق بها المرمى وسجل هدفاً وأي هدف، ففي الغالب يجندل المدافع والاثنين ويختمهما بحارس المرمى معلناً عن هدف نصراوي مبكر يريح به جماهير فريقه العريضة، ثم لا تسل عن إجادته تسديد ركلات الجزاء أو الترجيح، فمن خلالها ارتسم الشعار الرياضي والفن الماجدي (الكرة في جهة والحارس في الأخرى)، ولا تسل أيضاً عن امتيازه باصطياد الكرات الهوائية التي كانت تأتيه كأجمل ما يكون من رفيق دربه فنان الوسط وشبح الملز يوسف خميس، ولا تسل كذلك عن براعته في المراوغة، والتمركز الجميل داخل منطقة ال 18، ناهيكم عن تمكنه من خطف الكرات الصعبة وتحويلها لهدف يغيّر مجرى المباراة جذرياً، ولا تسأل عن عدد مرات الفوز بالنكهة الماجدية، في كل الدقائق سجل وفي كل الظروف حضر، وفي كل الأوقات وضع له بصمة، لا تكاد تمر الدقائق الأولى من أي مباراة يكون فيها، إلا واسمه ماجد عبدالله - يجمّل لوحة الملعب الذي يلعب على أرضه، أروى عطش الجماهير رياضياً بمختلف الميول وعلى كافة الأصعدة محلياً وخليجياً وعربياً وآسيوياً.. بل دولياً، هزَّ شباك البرازيل والأرجنتين وإنجلترا، وهذه المنتخبات تمثِّل رأس الهرم رياضياً في العالم الرياضي، ناهيكم عن اهتزاز شباك من هم دونهم من منتخبات وأندية، حتى بلغ مجموع أهدافه تقريباً « 560 « هدفاً، كانت قابلة للزيادة لولا ظروف كثرة إصاباته، لا نذكر أحداً ممن انتمى وينتمي للوسط الرياضي سواءً كان لاعباً أو مدرباً أو إدارياً، إلا وأشاد بأخلاقه ومستواه، حتى إن الكثير منهم يتمناه لفريقه، حقق لقب هداف الدوري السعودي ست مرات، ثلاثاً منها متتالية، وكيف بعددها لو لم يكن هناك انقطاع عن الفريق لمشاركات المنتخب السعودي في محافله الرياضية !!! كان هم المدربين في المنتخبات والأندية كيف السبيل للحد من خطورته وما أنسب الطرق لإيقافه عن زحفه؟ حقاً كان ملحاً للكرة، من أجل النصر لعب، و لأجل المنتخب تعب، ولإسعاد الجماهير عامة وقته وهب، خلوق مع الخصوم وموجه وناصح للزملاء، محبوب من الجميع، لا يتطرق أحد للكرة السعودية إلا ويذكر معها ماجد.. كيف لا.. وهو من ساهم بوضع أساسها ونقل حضارتها وعرف ماهيتها، دون هضم حق لأحد، فلولا الله أولاً ثم تعاون زملائه ثانياً لما وصل لتلك المنزلة الرياضية العالية، والتي من خلالها تم تكريمه من القيادات، وشهرتها تغني عن الإسهاب في ذكرها، لمن رمى التعصب جانباً ورأى الصورة بعين العقل والإنصاف، وتبقى البصمة الأولى له فيما وصلت إليه كرتنا السعودية الحاضرة. فكم مباراة فقدنا معها الأمل وتصرّمت دقائقها نحو النهاية للخسارة، فإذا به يقول: أنا هنا.. فيسجل هدفاً يعيد لنا الآمال على مستوى الفريق أو المنتخب.. وبالفعل يكون منها الانطلاق نحو الأفضل وتقديم النتائج الجيدة، حتى تحقيق بطولة أو كأس.. إن المتأمل لسر محبة الجماهير له يجده في أخلاقه أولاً ثم مستوياته الراقية التي كان يتميز بها، ومبادراته الإنسانية مع من ذوي الظروف الصحية الخاصة من محبيه وجماهيره.. إنه (ماجد أحمد عبدالله) كما كان يحلو للمعلِّق الرياضي الكبير سليمان العيسى - رحمه الله - أن يناديه، ونحن كذلك من ورائه..